U3F1ZWV6ZTM1NTgxMTY5NjA2OTA3X0ZyZWUyMjQ0NzY3ODUyMjQwMg==

قلبُ المسلم والأعمال

قلبُ المسلم والأعمال

عن أبي هرير عبدالرحمن بن صخر رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { إن الله لا ينظر إلى أجسامكم ولا إلى صوركم  ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم } إنَّ القلب هو الأساس، فمتى صلح القلبُ صلحت الأعمالُ ، فلو كان الإيمانُ في القلب صحيحًا موجودًا لمنعك من هذه المعاصي، ولكنه ضعيفٌ أو معدومٌ. ثم في الحديث نفسه قال: ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم، فجعل العملَ مع القلب، هكذا رواه مسلم في "الصحيح"، فلم يقل العمل قال: ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم. والإيمان يزيد وينقص، وهو قولٌ وعملٌ عند أهل السنة والجماعة، والله يقول: وَقُلِ اعْمَلُوا [التوبة:105]، ويقول: ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ [النحل:32]، ما قال بإيمانكم فقط، قال: بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ، فالإيمان قولٌ وعملٌ، والصلاة عملٌ، والزكاة عملٌ وهكذا، فالواجبات التي فرضها الله من الإيمان عمل ، وترك المحارم من الإيمان. فالواجب على العبد أن يتَّقي الله، وأن يحذر المعاصي التي تُغضب الله ، فإيمانك إذا صحَّ في قلبك حملك على أداء الفرائض، وعلى ترك المحارم، ومتى وُجد منك الخللُ في بعض الواجبات، أو ركوب بعض المحارم، فذلك دليلٌ على ضعف إيمانك، وكلما زاد الضَّعفُ صار الخطرُ أكبر، .وهكذا المعاصي: كلما زادت ضعف القلبُ، وضعف الإيمان، فإنَّ المعاصي بريد الكفر، كالمرض بريد الموت. فالواجب على المسلم أن يتَّقي الله، وأن يحذر الشيطان والهوى، وأن يجتهد في أداء ما أوجب الله. وهذا ما جاء في الحديث ..



ان الله لا ينظر الى صوركم


القلوبَ والأعمال 

إن الله لا ينظر إلى أجسامكم، ولا إلى صوركم، بمعنى: أن المعيار عند الله -تبارك وتعالى- ليسَ بالصور والأشكال والجمال والكمالات الجسمانية، وإنما يكون ذلك بما يقر في القلوب من الإيمان والتقوى والأعمال الصالحة التي تصدر عن هذا الإيمان، وتكون ظاهرة على الجوارح، وأقوال اللسان.

تأمل أخي الكريم قول الله - تبارك وتعالى- في حق المنافقين: وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ [المنافقون:4]، فهؤلاء من أهل النفاق وصفهم الله : بهذه الصفات التي تدل على كمالات جسمانية، كمال الصورة الظاهرة، وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ لما فيها من القوام الذي لربما قد ظهر عليه آثار النعمة؛ لأن هؤلاء المنافقين لم يكن لهم همٌّ إلا هذه الحظوظ الدنيوية، ولذلك فهم يبيعون مبادئهم، ويكونون مع من غلب، فالإيمان والعمل الصالح، محل نظر الرب -تبارك وتعالى- وهو الذي يجري عليه الجزاء والحساب.

فمن قاتل لتكون كلمة الله هي العليا ثم ذكر حديث أبي موسى الأشعري وهو عبد الله بن قيس  قال: سئل رسول الله ﷺ عن الرجل يقاتل شجاعة، ويقاتل حميّة، ويقاتل رياء، أي ذلك في سبيل الله؟ فقال رسول الله ﷺ: من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله متفق عليه. فهذا من جوامع الكلم من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا ومن أصعب الأشياء بذل النفس، هو أعلى البذل، فإذا كان الجهاد تُبذل فيه النفوس والأموال فهو أولى الأشياء أن تُصحح فيه المقاصد والنيات، فالله سبحانه وتعالى لا ينظر إلى العباد إلى أجسامهم هل هي كبيرة أو صغيرة، أو صحيحة، أو سقيمة، ولا ينظر إلى الصور، هل هي جميلة أو ذميمة، كل هذا ليس بشيء عند الله، وكذلك لا ينظر إلى الأنساب؛ هل هي قبيلته رفيعة أو دنيئة، ولا ينظر إلى الأموال، ولا ينظر إلى شيء من هذا أبدًا، فليس بين الله وبين خلقه صلة إلا بالتقوى، فمن كان لله أتقى كان من الله أقرب، وكان عند الله أكرم؛ إذًا لا تفتخر بمالك، ولا بجمالك، ولا ببدنك، ولا بأولادك، ولا بقصورك، ولا سياراتك، ولا بشيء من هذه الدنيا أبدًا، إنما إذا وفقك الله للتقوى، فهذا من فضل الله عليك، فاحمد الله عليه. والله المستعان.

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة