U3F1ZWV6ZTM1NTgxMTY5NjA2OTA3X0ZyZWUyMjQ0NzY3ODUyMjQwMg==

فضل الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم

فضل الصلاة  والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم 



الصلاة على النبي

 الصلاة والسلام عليك يا رسول الله

إن أولى الناس بشفاعته وأحقهم بتقديره وأخصهم بعنايته يوم القيامة أكثرهم صلاة عليه؛ الذين يعملون بشريعته، ويتمسكون بسنته، ويكثرون من الصلاة عليه -صلى الله عليه وسلم-، وفي حديث ابن مسعود رفعه: "إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَكْثَرُهُمْ عَلَيَّ صَلَاة". ولقد أرسل الله -تعالى- نبيَّنا محمدًا -صلى الله عليه وسلم-، رحمةً للعالمينَ، ونجاةً لمن آمَن به من المتقينَ، فهو عبدُ اللهِ ورسولُه، وصفيُّه ونجيُّه وخليلُه، وأمينُه على وحيه، وخِيرتُه من خَلقِه، النبيُّ الرحيمُ، والرسولُ الكريمُ، صاحبُ المقام المحمود، والحوض المورود، أعلى اللهُ مقامَه، وشرَح صدرَه، ووضَع وِزرَه، ورفَع ذِكرَه، فَضْلُهُ -صلى الله عليه وسلم- على الأمةِ عظيمٌ؛ فَبِهِ هدانا اللهُ إلى الصراط المستقيم، وأنقَذَنا به من عذاب الجحيم؛ و ربنا - تبارك وتعالى- في عظمته وكبريائه، وملائكته في أرضه وسمائه يصلون على النبي الأمي؛ إجلالا لقدره وتعظيما لشأنه وإظهارا لفضله، ونحن المؤمنين نصلي على النبي - صلى الله عليه وسلم-؛ امتثالا لأمر الله، قال الله -تعالى-: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الأحزاب:56]. فالصلاةُ على النبي -صلى الله عليه وسلم- عبادةٌ عظيمةٌ، وقُربةٌ جليلةٌ، بدَأَها -سبحانه- بنفسه الكريمة، وثنَّى بملائكته المسبِّحة بقُدسِه، وأمَر بها المؤمنينَ مِن خَلقِه، فَمِنْ حُبِّه -سبحانه- لنبيِّه، قرَن طاعتَه بطاعته، وحبَّه باتِّباعه، وذِكرَه بذِكرِه، فلا يُذكَر اللهُ جلَّ جلالُه، إلَّا ويُذكَر معه رسولُه -صلى الله عليه وسلم ،أخرج أحمد وابن ماجه بإسناد حسن عن عامر بن ربيعة - رضي الله عنه- قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَخْطُبُ يَقُولُ: "مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً لَمْ تَزَلِ الْمَلَائِكَةُ تُصَلِّي عَلَيْهِ مَا صَلَّى عَلَيَّ، فَلْيُقِلَّ عَبْدٌ مِنْ ذَلِكَ أَوْ لِيُكْثِرْ". الإكثار من الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- فيها غفران الزلات وتكفير السيئات وإجابة الدعوات وقضاء الحاجات وتفريج الكربات وحلول الخيرات فالصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم- يفتح الله بها علينا أبواب رحمته، والصلاة عليه تشرح الصدر وتزيل الهم وترفع مقام العبد فيسير بها إلى الدرجات العلا، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: "إِنَّ لِلَّهِ - تبارك وتعالى- مَلَكًا أَعْطَاهُ أَسْمَاءَ الْخَلَائِقِ كُلِّهِمْ، فَهُوَ قَائِمٌ عَلَى قَبْرِي إِذَا مُتُّ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، فَلَيْسَ أَحَدٌ مِنْ أُمَّتِي صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً إِلَّا سَمَّاهُ بِاسْمِهِ وَاسْمِ أَبِيهِ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- تَسْلِيمًا كَثِيرًا، صَلَّى عَلَيْكَ فُلَانٌ، فَيُصَلِّي الرَّبُّ - تبارك وتعالى- عَلَى ذَلِكَ الرَّجُلِ بِكُلِّ وَاحِدٍ عَشْرًا " إن كثرة الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم-، من دلائلِ محبته، والتذكُّرِ الدائمِ لفضلِه، والإيمانِ بالحقِّ الذي جاء به، والعملِ بسُنَّتِه، وتركِ ما نهى عنه، فَمَنْ أحبَّ شيئًا أدام ذِكرَه، ولازَم الثناءَ عليه، ومَنْ صلَّى وسلَّم على النبي -صلى الله عليه وسلم-، جزاه اللهُ من جنس عمله، وكافأه بعَشَرةِ أضعافِ صلاتِه وسلامِه، والسعيدُ مَنْ أثنى عليه ربُّه، وفي حديث أبي بن كعب قال: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي أُكْثِرُ الصَّلَاةَ عَلَيْكَ فَكَمْ أَجْعَلُ لَكَ مِنْهَا؟ قَالَ: "مَا شِئْتَ" قَالَ: الرُّبُعُ؟ قَالَ: "مَا شِئْتَ، وَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ" قَالَ: النِّصْفُ؟ قَالَ: "مَا شِئْتَ وَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ" قَالَ: الثُّلُثَيْنِ؟ قَالَ: "مَا شِئْتَ وَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ" قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَجْعَلُهَا كُلَّهَا لَكَ؟ قَالَ: "إِذًا تُكْفَى هَمَّكَ، وَيُغْفَرُ لَكَ ذَنْبُكَ"(أخرجه أحمد وغيره). فقوله: أجعل لك  صلاتي كلها؛ أي أصرف بصلاتي عليك جميع الزمن الذي كنت أدعو فيه لنفسي، وقوله: "إِذًا تُكْفَى هَمَّكَ"؛ يعني: إذا صرفت جميع أزمان دعائك في الصلاة علي أعطيت خيري الدنيا والآخرة. فمَنْ أراد أن يفوز بشفاعته، فليُكثِرْ من الصلاة عليه؛ فأَوْلَى الناس بالنبي -صلى الله عليه وسلم- يومَ القيامة، هم أكثرُهم عليه صلاةً في الدنيا، ففي (صحيح مسلم)، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِذَا سَمِعْتُمُ الْمُؤَذِّنَ، فَقُولُوا مِثْلَ مَا يَقُولُ، ثُمَّ صَلُّوا عَلَيَّ، فَإِنَّهُ مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا، ثُمَّ سَلُوا اللَّهَ لِيَ الْوَسِيلَةَ، فَإِنَّهَا مَنْزِلَةٌ فِي الْجَنَّةِ، لَا تَنْبَغِي إِلَّا لِعَبْدٍ مِنْ عِبَادِ اللهِ، وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَنَا هُوَ، فَمَنْ سَأَلَ لِي الْوَسِيلَةَ، حَلَّتْ لَهُ الشَّفَاعَةُ"، فيَشفَع صلَّى اللهُ عليه وسلم، لسبعينَ ألفًا من أُمَّته، فيدخلون الجنةَ من غير حساب ولا عقاب، ويشفع فيمَن دخلوا الجنةَ، أن تُرفَع درجاتُهم فيها، ويَشفَع لعصاة استوجبوا النارَ، فيُنجِّيهم الله - تعالى- منها، ويشفع في أناس مُوحِّدين، قد دخلوا النارَ بذنوبهم حتى صاروا حُمَمًا، فيَخرُجون منها بشفاعته - صلى الله عليه وسلم-. والصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- طُهرةٌ مِنْ لغوِ المجالسِ، فالمجالسُ التي لا يُذكَر اللهُ -تعالى- فيها، ولا يُصلَّى على رسوله -صلى الله عليه وسلم-، تكون حسرةً وندامةً على أصحابها، ففي (سنن الترمذي): قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَا جَلَسَ قَوْمٌ مَجْلِسًا لَمْ يَذْكُرُوا اللَّهَ فِيهِ، وَلَمْ يُصَلُّوا عَلَى نَبِيِّهِمْ، إِلَّا كَانَ عَلَيْهِمْ تِرَةً، فَإِنْ شَاءَ عَذَّبَهُمْ وَإِنْ شَاءَ غَفَرَ لَهُمْ"، ومعنى تِرَة: يعني حسرةً وندامةً، فطَيِّبوا مجالِسَكم بذِكْر رَبِّكُم، والصلاةِ على نبيِّكم، واقتَدُوا بهديه وسُنَّتِه، وأخلاقِه وشمائلِه، تفوزوا بالحياة الطيِّبة، والنعيم المقيم في الآخرة، وجاءت السنة المباركة تؤكد الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- يوم الجمعة وليلتها، فإن العمل الصالح يزيد ثوابه بفضل وقته، ففي سنن أبي داود، قال صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ مِنْ أَفْضَلِ أَيَّامِكُمْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فِيهِ خُلِقَ آدَمُ وَفِيهِ قُبِضَ، وَفِيهِ النَّفْخَةُ، وَفِيهِ الصَّعْقَةُ، فَأَكْثِرُوا عَلَيَّ مِنَ الصَّلَاةِ فِيهِ، فَإِنَّ صَلَاتَكُمْ مَعْرُوضَةٌ عَلَيَّ، قَالَ: قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ: ‌وَكَيْفَ ‌تُعْرَضُ ‌صَلَاتُنَا ‌عَلَيْكَ، وَقَدْ أَرِمْتَ، قَالَ: يَقُولُونَ: بَلِيتَ، فَقَالَ: إِنَّ اللهَ -عَزَّ وَجَلَّ- حَرَّمَ عَلَى الْأَرْضِ أَجْسَادَ الْأَنْبِيَاءِ". ومعنى صلاة الله على نبيه: الثناء على الرسول -صلى الله عليه وسلم- والعناية به وإظهار شرفه وفضله وحرمته، وصلاتنا على النبي -صلى الله عليه وسلم- تعني: أننا نطلب من الله الزيادة في ثنائه على النبي -صلى الله عليه وسلم-. والتسليم هو السلام الذي هو اسم من أسماء الله، ومعنى التسليم: لا خلوت -يا محمد- من الخيرات والبركات، وسلمت من المكاره والآفات، فعندما نقول: اللهم سلم على محمد فإنها تعني: اللهم اكتب لمحمد في دعوته وأمته وذكره السلامة من كل نقص؛ فيزداد على مر الأيام علوا، وتزداد أمته تكاثرا، ويزداد ذكره ارتفاعا. وصلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آلة و أصحابه أجمعين .

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة