U3F1ZWV6ZTM1NTgxMTY5NjA2OTA3X0ZyZWUyMjQ0NzY3ODUyMjQwMg==

خطبة الجمعة من المسجد النبوي 22 شعبان 1443

خطبة الجمعة من المسجد النبوي 22 شعبان 1443

ألقى فضيلة الشيخ/ أحمد طالب بن حميد من منبر المسجد النبوي خطبة الجمعة 22 شعبان 1443 بعنوان فضائل شهر رمضان المبارك  وذكر فضيلته بعض صحائفُ الأعمار، والسعيد مَنْ خلَّدَها بأحسن الأعمال، وكذلك مَنْ نقَلَه اللهُ مِنْ ذُلِّ المعاصي إلى عزِّ الطاعةِ أغناهُ بلا مال، أكتب ما جاء فيها ..

صورة الشيخ احمد طالب بن حميد وهو في المنبر

عنوان الخطبة فضائل شهر رمضان

الخطبة الأولى:

إنَّ الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيِّئات أعمالنا، مَنْ يَهدِه اللهُ فلا مضلَّ له، ومَنْ يُضلِلْ فلا هاديَ له، وأشهدُ ألَّا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأشهد أنَّ سيدَنا ونبيَّنا محمدًا عبدُه ورسولُه، -صلى الله عليه وآله وسلم-.

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آلِ عِمْرَانَ: 102]، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)[النِّسَاءِ: 1]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)[الْأَحْزَابِ: 70-71].

أما بعدُ: فإنَّ أصدقَ الحديثِ كتابُ اللهِ، وخيرَ الهديِ هديُ سيدِنا محمد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وشرَّ الأمور محدثاتها، وكل محدَثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

أيها المؤمنون: يقول الله -عز وجل- في كتابه العظيم: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)[الْبَقَرَةِ: 185]، فرمضان خير الشهور، بعَث الله فيه خير رُسُلِه، وأنزَل فيه أفضلَ كُتُبِه، وشرَع فيه عبادةً يُحقِّق العبدُ فيها معنى الإخلاص؛ ليكون له بها عن الرياء الخلاصُ، وثوابُها لا حدَّ له من المضاعَفات ورفعة الدرجات من الكريم الوهَّاب، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "قال الله -عز وجل-: كل عمل ابن آدم له، إلا الصوم، فإنه لي وأنا أجزي به"، فالصيام يُصلِح النفوس، ويُكسِب المحامد ويُبعِد عن المفاسد، به تُغفَر الذنوب وتُكفَّر السيئاتُ، قال صلى الله عليه وسلم: "مَنْ ‌صَامَ ‌رَمَضَانَ ‌إِيمَانًا ‌وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ"، وشهر الصيام شهر الإحسان والمغفرة والرضوان، وإرغام الشيطان، قال عليه الصلاة والسلام: "‌إِذا ‌دخل ‌رَمَضَان ‌فتحت ‌أَبْوَاب ‌السَّمَاء، وغُلِّقت أَبْوَابُ جَهَنَّم، وسُلسِلت الشَّيَاطِين".

ونزول القرآن فيه إيماء لهذه الأمة بالإكثار من تلاوته وتدبره، وكان جبريل -عليه السلام- يدارس فيه نبينا محمدا -صلى الله عليه وسلم- القرآن، فلما كان العام الذي توفي فيه عرض عليه القرآن مرتين، فيورثه ذلك جودا فوق جوده المعهود، -صلى الله عليه وسلم-، فكان عليه الصلاة والسلام إذا أنفق أجزل، وإذا منح أغدق، وإذا أعطى أعطى عطاءَ مَنْ لا يخشى الفاقةَ، ويستقبل رمضان بفيض من الجود، وكان أجود بالخير من الريح المرسَلة، -عليه الصلاة والسلام-، واسألوا الله من فضله فإنه القريب الوهَّاب المجيب، قال الله -عز وجل-: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ)[الْبَقَرَةِ: 186].

بارَك اللهُ لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإيَّاكم بما فيه من الآيات والذِّكر الحكيم، أقول قولي هذا، وأستغفِر اللهَ العظيم لي ولكم فاستغفِروه، إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية:

الحمد لله حمدًا كثيرًا طيِّبًا مبارَكًا فيه، كما يحب ربنا ويرضى، وصلاةً وسلامًا على خير خلق الله محمد بن عبد الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ)[التَّوْبَةِ: 119]. 

يقول الله -عز وجل-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)[الْبَقَرَةِ: 183]، والأيامُ -عبادَ اللهِ- صحائفُ الأعمار، والسعيد مَنْ خلَّدَها بأحسن الأعمال، ومَنْ نقَلَه اللهُ مِنْ ذُلِّ المعاصي إلى عزِّ الطاعةِ أغناهُ بلا مال، وآنَسَه بلا أنيس، وراحةُ النفسِ في قلةِ الآثامِ، ومَنْ عرَف ربَّه اشتغل به عن هوى نفسِه، فأعِدُّوا العُدةَ بالاستغفار، والتوبةِ والإنابةِ إلى العزيز الغفار، وإبراءِ الذِّمَم مِنْ حقِّ الخالقِ والمخلوقِ، وإن استطعتَ عبدَ الله ألَّا يَسبِقَكَ إلى الله أحدٌ فافعل. وأختتم فضيلته تلك الخطبة بالصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم الدعاء


تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة