U3F1ZWV6ZTM1NTgxMTY5NjA2OTA3X0ZyZWUyMjQ0NzY3ODUyMjQwMg==

البشاشة وطلاقة الوجة في السنة النبوية

البشاشة وطلاقة الوجة في السنة النبوية

بشاشة الوجه وابتسامته تداوى الجراح، تقال العثرات وتغفر الزلات، وتجتمع القلوب على قلب واحد.. تبسمك في وجه أخيك تعني: أنك تحبه وتحب لقائه وتحب الحديث معه، ولا تتكبر عليه، تبسمك في وجه أخيك رسالة أمان وسلام.. تبسمك في وجه أخيك معروف أنت تبذله تؤجر عليه فلا تحقره،بشاشة الوجه وابتسامته تفتح القلوب المغلقة وتفتح طريقا واسعا من القبول ومن الإصلاح بين الناس ومن تطهير القلوب من الأحقاد والأضغان


حديث

مكانة البشاشة وطلاقة الوجة في السنة النبوية 

وردت أحاديث من السُّنَّة النَّبويَّة، تحثُّ على البَشَاشَة وطلاقة الوجه فعن أبي ذر -رضي الله تعالى عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:  تبسمك في وجه أخيك لك صدقة، ((تبسُّمك في وجه أخيك)) أي في الإسلام، ((لك صدقة)) يعني: إظهارك له البَشَاشَة، والبِشْر إذا لقيته، تؤجر عليه كما تؤجر على الصَّدقة.وأمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر صدقة، وإرشادك الرجل في أرض الضلال لك صدقة، وبصرك للرجل الرديء البصر لك صدقة، وإماطتك الحجر والشوكة والعظم عن الطريق لك صدقة، وإفراغك من دلوك في دلو أخيك لك صدقة  أخرجه البخاري في الأدب المفرد والترمذي وابن حبان.
وفي الحديث أيضا عظيم عناية الإسلام بتحقيق مبدأ التعاون والتكاتف بين المسلمين ، التبسم يجمع الشمل، التعاون في إفراغك من دلوك في دلو أخيك يجمع الشمل، إماطة الأذى تجمع الشمل، وكل هذا دليل على المحبة والتكاتف، الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يجمع الشمل، ففي ذلك عظيم عناية الإسلام بمبدأ الترابط والتعاون والألفة بين المسلمين ، ودعاة الخير أولى الناس بإبراز هذا المبدأ، وفي الحديث أيضا عدم احتقار الخير ولو كان يسيرا:  قال الله عز وجل {{ فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ }}  والنبي -صلى الله عليه وسلم- يقول:  لا تحقرن من المعروف شيئا  "شيئا" نكرة تشمل أي شيء، لا تحقر أي شيء من المعروف، رب كلمة تفتح لك أبوابا من الخير، رب عمل يسير كما قال ابن المبارك: رب عمل يسير تكبره النية. لا تحقر شيئا من المعروف. أوصى الإمام أحمد -رحمه الله تعالى- أحد أبنائه فقال: ما قدرت عليه من الخير فاعمله، فربما لا تدركه في الغد، ولا ترجئ عمل اليوم إلى غد، لعل غدا يأتي وأنت فقيد. لذلك رُبّ كلمة من الخير تشجع بها طالب علم، و صدقة تدفعها في فم مسكين، وتبسم في وجه مهموم ، أمر بالمعروف لمن تلوث في معصية، وهدايتك للرجل الكفيف، تحصل أو تحظى بدعوة، كل هذا خير ..وقال في ((دليل الفالحين)): (أي بوجه ضاحك مستبشر، وذلك لما فيه من إيناس الأخ المؤمن، ودفع الإيحاش عنه، وجبر خاطره، وبذلك يحصل التَّأليف المطلوب بين المؤمنين)أيضا نصح الناس بالرفق، الترفق مع الناس، التبسم في المواضع التي ترى فيها مصلحة، لا تبخل على الناس، قال جرير رضي الله تعالى عنه:  ما حجبني النبي -عليه السلام- منذ أسلمت، ولا رآني إلا تبسم في وجهي ..
وحفظ المروءة، كما قيل: المروءة والحياء يبعثان على فعل الجميل وترك القبيح. فإياك أن تكون متمسخرا مضحاكا بزعم أن ذلك من ترغيب الناس، لا، الأمر بقدر، النبي -عليه السلام- أرحم الناس بالناس، وأعلم الناس بأحوال الناس، وأحكم الناس وأفقه الناس، عليه الصلاة والسلام، وكان يتبسم أحيانا في مواضع فيها مصلحة .
أيضا في قوله:  وإماطتك الحجر والشوك والعظم عن الطريق لك صدقة  فيه كمال دين الإسلام وعنايته بشئون الدنيا والدين، عنايته بشئون الدنيا والدين جميعا، وفيه أن على دعاة الخير أن يكونون قدوة في جميع شئونهم، ترى بعض دعاة الخير يقوم بأفعال يستقبحها الناس، كرمي الأذى في الطريق، رمي الأوراق أمام الناس، أو يفعل ما يستقبح، هو يظن أن هذا شيء لا قيمة له، أمر يسير، لكن الناس إذا رأوا ذلك منه انتقصوه .هذا وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين..

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة