U3F1ZWV6ZTM1NTgxMTY5NjA2OTA3X0ZyZWUyMjQ0NzY3ODUyMjQwMg==

التوبة الى الله قبل فوات الاوان

التوبة الى الله قبل فوات الاوان


التوبة


 التوبةُ هي أولُ منازلِ السائرينَ إلى الله 


قال الله تعالى: (وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) [النور: 31]. التوبة واجبة على المسلم في كل وقت وحين، لكنها في مواسم الخير والرحمات أولى، وفي أزمنة القرب والطاعات أجمل وأحرى، وقد وعد الله – سبحانه- التائبين بتكفير السيئات، ودخول الجنات، وبالنور التام والنجاة من الظلمات، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) [التحريم: 8]. وأخبر الله - تعالى- عن محبته للتائبين؛ تشجيعًا للعصاة والمذنبين، على التوبة لرب العالمين، قال -عز وجل-: (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ) [البقرة: 222].ومن مظاهر هذه المحبة حلم الله - تعالى- على المخطئ والعاصي، فإذا تاب وأناب فتحت له الأبواب، وفرح به الغفور التواب، والتوبة النصوح هي الرجوع إلى الله - تبارك وتعالى- بترك المعاصي والندم على فعلها، والعزم الجاد على عدم العودة إليها، ورد الحقوق إلى أهلها، والتزام الأعمال الصالحة والمداومة عليها، قال تعالى: (وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى) [طه: 82]، وأول مراتب التوبة الاستغفار، وهو طلب المغفرة من الله -عز وجل-، قال سبحانه: (وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا ) [النساء: 109- 112].فيا من وقع في الخطايا، وظلم نفسه بالمعاصي أقبل على ربك الرحيم الغفار، بالتوبة والاستغفار، قال تعالى: (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) [الزمر: 53].واليتوسل العبد الى الله - تعالى- بالدعاء، ويطلب منه المغفرة بالرجاء، فإن عفوه أوسع من ذنوبنا، ورحمته أرجى من أعمالنا، فعن أنس - رضي الله عنه- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: "كل بني آدم خطَّاء، وخيرُ الخطَّائين التوَّابون". أخرجه أحمد. .. كم من مُذنبٍ طالَ أرَقُه، واشتدَّ قلقُه، وعظُمَ كمَدُه، واكتوَى كبِدُه، يعتصِرُه كآبةُ الخطيئة، يتلمَّسُ نسيمَ رجاء، ويبحثُ عن إشراقة أمل، يُشرِقُ بنور التوبة والاستقامة والهداية والإنابة، ليذهب معها اليأسُ والقنوط، وتنجلِيَ بها سحائبُ التعاسة والخوف والهلَع. وإن الشعور بوطأة الخطيئة، والإحساس بألم الجريرة، والتوجُّع للعثرة، والندم على سالف المعصية، والتأسُّف على التفريط، والاعتراف بالذنب، هو سبيل التصحيح والمُراجعة، وطريقُ العودة والأَوبة، وأما ركن التوبة الأعظم، وشرطُها المُقدَّم، فهو الإقلاعُ عن المعصية، والنُّزوع عن الخطيئة،والتائبُ من الذنب كمن لا ذنب له. ففي (صحيح مسلم)، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لَلَّهُ أشدُّ فرحًا بتوبةِ عبدِه حينَ يتوب إليه مِنْ أحدِكُم كان على راحلتِه بأرضِ فلاةٍ، فانفَلَتَتْ منه، وعليها طعامُه وشرابُه، فآيَسَ منها، فأتى شجرةً، فاضطجع في ظِلِّها، قد آيَسَ من راحلته، فبَيْنَا هو كذلك إذا هو بها، قائمةً عندَه، فأخَذَ بخطامِها، ثم قال من شدة الفرح: اللهم أنتَ عبدي وأنا ربُّكَ، أَخْطَأَ من شدةِ الفرحِ"، "فاللهُ أشدُّ فرحًا بتوبةِ العبدِ المؤمنِ، من هذا براحلته وزَادِهِ".

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة