U3F1ZWV6ZTM1NTgxMTY5NjA2OTA3X0ZyZWUyMjQ0NzY3ODUyMjQwMg==

( المسلم الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهُمْ )

( المسلم الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهُمْ )

قال صلى الله عليه وسلم ( المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم، أعظم أجراً من المؤمن الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم )

حديث


(المؤمنُ الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من الذي لا يخالطهم ولا يصبر على أذاهم )

 عن ابن عمر أن النبي -  صلى الله  عليه وسلم - قال : المسلم الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من الذي لا يخالطهم ولا يصبر على أذاهم ) : فيه فضيلة الخلطة على العزلة ، وذلك مما يختلف باختلاف الأزمنة والأمكنة وأهلهما مع الشروط المعتبرة في آداب الصحبة ، ففي الأحياء اختلفوا في المخالطة والعزلة ، وتفضيل أحدها على الآخر فقال أكثر التابعين : باستحباب المخالطة واستكثار المعارف والأحوال للتألف والتحبب إلى المؤمنين ، والاستعانة بهم في الدنيا تعاوناً على البر والتقوى ،. قال عمر رضي الله عنه : خذوا بحظكم من العزلة ، وقال فضيل : كفى بالله محباً وبالقرآن مؤنساً وبالموت واعظاً ، فاتخذ الله صاحباً ودع الناس جانبا ، وأوصى داود الطائي أبا الربيع فقال : صم من الدنيا واجعل فطرك الآخرة ، وفر من الناس فرارك من الأسد ، وقال وهب بن الورد : بلغنا أن الحكمة عشرة أجزاء تسعة منها في الصمت ، والعاشر في عزلة الناس ، ودخل على حاتم الأصم بعض الأمراء فقال : ألك حاجة ؟ قال : نعم . قال : ما هي ؟ قال : أن لا تراني . وقال ابن عباس : أفضل المجالس مجلس في قعر بيتك أن لا ترى ولا ترى ، وقيل : آداب العزلة أربعة : أن ينوي بها كف شره أولا . ثم السلامة من الشر ثانيا ، ثم الخلاص من الإخلاص بالحقوق ثالثا ، ثم التجرد بكنه الهمة للعبادة رابعا .

والمختار هو التوسط بين العزلة عن أكثر الناس وعوامهم ، والخلطة بالصالحين منهم وخواصهم ، والاجتماع مع عامتهم في نحو جمعتهم وجماعتهم بعد حصول العلم المحتاج إلى العمل ، ووصول الزهد الموجب لقطع الطمع عن الخلق ، ولذا قال بعض العارفين : العزلة بغيرعلم زلة وبغير الزهد علة ، وهذا طريق الكمل من الصوفية وفي الجامع بلفظ : المؤمن الذي يخالطه الناس ويصبر على أذاهم أفضل من المؤمن الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم ، رواه أحمد والبخاري في الأدب المفرد ، والترمذي وابن ماجه عن ابن عمر .وخلاصة الكلام ينبغي للمسلم المؤهل أن يخالط أنواع الناس ويتعرف على ما عندهم من خير وشر... ويسخر خبرته لخدمة دينه وأمته والبشرية كلها فهذا منهج الإسلام الصحيح. فإن الناس ليسوا في ذلك سواء، فمن كان قوي العقيدة راسخ الإيمان له من الثقافة والعلم ما يرد به الشبهات والقوة الشخصية ما يدفع به الهوى والشهوات... فلا شك أن الأفضل له مخالطة أنواع الناس والاطلاع على أحوالهم وواقعهم، ومعرفة كل ما عندهم من خير وشر... فهذا مظهر من مظاهر القوة التي يحبها الله ورسوله، ففي صحيح مسلم أن رسول الله صلى الله  عليه وسلم قال: المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير، احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز... وقال صلى الله  عليه وسلم : المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أعظم أجراً من الذي لا يخالطهم ولا يصبر على أذاهم. رواه أحمد وغيره ، وقد كان أصحاب رسول الله صلى الله  عليه وسلم مطلعين على أحوال زمانهم يعلمون الخير فيتبعونه والشر فيجتنبونه. 


تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة