U3F1ZWV6ZTM1NTgxMTY5NjA2OTA3X0ZyZWUyMjQ0NzY3ODUyMjQwMg==

شهرُ رمضان اذا جاء فُتحت أبوابُ الجنة وغلقت أبواب النار

شهرُ رمضان اذا جاء  فُتحت أبوابُ الجنة وغلقت أبواب النار 


حديث

 بعض من فضائل شهرُ رمضان

رواه الترمذي في سننه وغيره من حديث أبي هريرة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إِذَا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ صُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ، وَمَرَدَةُ الجِنِّ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ فَلَمْ يُفْتَحْ مِنْهَا بَابٌ، وَفُتِّحَتْ أَبْوَابُ الجَنَّةِ فَلَمْ يُغْلَقْ مِنْهَا بَابٌ، وَيُنَادِي مُنَادٍ: يَا بَاغِيَ الخَيْرِ أَقْبِلْ وَ يَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ، وَلِلَّهِ عُتَقَاءُ مِنَ النَّارِ وَذَلكَ كُلُّ لَيْلَةٍ" . أي أن الشياطين تُصفَّد في شهر رمضان؛ ومعنى ذلك أنها تُسلسل وتُقيد فلا تستطيع الخلوص إلى ما كانت تخلص إليه في غير رمضان، ولهذا ذكر العلماء أن حظ العبد في رمضان في سلامته ووقايته من كيد الشيطان، بحسب حظه من الصيام؛ فكلما كان الصيام أكمل وأتم، كان ذلك أعظم وقايةً له من الشيطان. والفضيلة الثانية والثالثة مما ورد في هذا الحديث، أن أبواب الجنة تفتح فلا يُغلق منها باب، وأنّ أبواب النار تغلق فلا يُفتح منها باب. والفضيلة الرابعة: أن مناديًا وهو ملَك من ملائكة لله يُكل إليه هذه المهمة، ينادي كل ليلة من ليالي رمضان: "يَا بَاغِيَ الخَيْرِ أَقْبِلْ وَ يَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ" .اي أن الناس على قسمين: قسم نفوسهم تريد الخير وتتحراه وتبحث عنه. وقسم آخر نفوسهم - والعياذ بالله- تريد الشر وتتحراه وتبحث عنه ، وللقسم الأول يأتي النداء: "يَا بَاغِيَ الخَيْرِ أَقْبِلْ". وللقسم الثاني يأتي النداء الآخر: "يَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ". وكل إنسان يُفتش عن نفسه في رغباتها و ميولاتها؛ فإن كانت راغبة في الخير مقبلة عليه حريصة على فعله، فليحمد ربه على منِّه وتوفيقه،. وإذا كانت نفسه من القسم الآخر نفسًا رديئة فعليه أن يلومها وأن يُعاتبها، وأن يُحرص على زمِّها بزمام الخير، أما الفضيلة الخامسة ، فإن لله- تبارك وتعالى- عتقاء من النار وذلك في كل ليلة من ليالي رمضان، ألا ما أعظمها والله من مكرمة! وما أجلها من هبة وعطية. نعم أيها المسلم عليك أن تتحرى هذا الخير العظيم، وأن تتخذ من الأسباب والوسائل ما يكون سببًا لعتقك من النار؛ وذلك بعظيم رجائك في لله، وحُسن إقبالك على الله، وصدقك معهُ في عبادته وإخلاصك لهُ، وحسن اتباعك لرسولهُ – صلى الله عليه وسلم ، وماهي إلا إيام ، ويهل علينا شهر رمضان، سيأتي بين أيديكم بليالي شريفة، وأياما فاضلة ، فما من يوم إلا ولله فيه وظيفة من وظائف طاعته، ولطيفة من لطائف رحمته، يوفِّق اللهُ - تعالى- فيه مَنْ يشاء من عباده، والله ذو الفضل العظيم، وهو - سبحانه- الغفور الرحيم، ، وكان يبشِّر  رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- أصحابه بمقدم شهر القرآن ، ففي (مسند الإمام أحمد)، عن أبي هريرة - رضي الله عنه- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم وهو يبشر أصحابَه-: (( قد جاءكم رمضانُ، شهر مبارك افترض اللهُ عليكم صيامَه، تُفَتَّح فيه أبوابُ الجنة، وتغلَّق فيه أبوابُ الجحيم، وتُغَلُّ فيه الشياطينُ، فيه ليلةٌ خيرٌ من ألف شهر، مَنْ حُرِمَ خيرَها فقد حُرِمَ )) وقال ابن رجب - رحمه الله-: ( هذا الحديث أصلٌ في تهنئة الناس بعضِهم بعضًا بشهر رمضان، كيف لا يبشَّر المؤمنُ بفتح أبواب الجنان؟! كيف لا يبشَّر المذنبُ بغلق أبواب النيران؟! كيف لا يبشَّر العاقلُ بوقت يُغَلُّ فيه الشياطينُ؟! الصوم طهارة للنفوس والأرواح . إن شهُر رمضان – أيها المسلم هو شهرُ الصيام والقيام والقرآن والإحسان، اجتمعت فيه فضائلُ الأعمال؛ فالصيام والقرآن، يشفعانِ للعبد يوم القيامة، يقول الصيام: "أَيْ ربِّ، منعتُه الطعامَ والشهواتِ بالنهار فشَفِّعْني فيه، ويقول القرآنُ: منعتُه النومَ بالليل فشَفِّعْني فيه"، و(في الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال:(( مَنْ صامَ رمضانَ إيمانا واحتسابا غُفِرَ له ما تقدَّم من ذنبه، ومن قام رمضان إيمانا واحتسابا غُفِرَ له ما تقدَّم من ذنبه، ومن قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غُفِرَ له ما تقدَّم من ذنبه))، ولقد تكفَّل اللهُ - تعالى- بأجر الصائم لنفسه؛ فجاء في صحيح البخاري: (( كلُّ عمل ابن آدم يضاعَف، الحسنةُ بعشر أمثالِها إلى سبعمائة ضِعْف، قال الله -عز وجل-: إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به، يَدَعُ شهوتَه وطعامَه من أجلي)).إنه شهر عظيم، وموسم كريم، تَستغفر فيه الملائكة للصائمينَ حتى يُفطروا، وللصائم فيه فرحتان؛ إذا أفطَر فَرِحَ بفطره، وإذا لقي ربه فَرِحَ بصومه، ويُزَيِّن اللهُ -عز وجل- فيه كلَّ يوم جنَّتَه، ثم يقول: "يُوشِكُ عبادي الصالحون أن يُلقُوا عنهم المؤونةَ والأذى ويصيروا إليكِ"،  فتقترب فيه القلوبُ من خالقها، وتصفو فيه النفوسُ لبارئها، وفيه العشر الأواخر الفاضلات النيرات، وليلة القدر التي هي خير من ألف شهر. ومن فضائل شهر رمضان أيها المسلم أن مَنْ قام مع إمامه حتى ينصرف كُتِبَ له قيامُ ليلة كاملة، ولله - تعالى- فيه عتقاء من النار، وذلك في كل ليلة، فرَغِمَ أنفُ ثم رَغِمَ أنفُ ثم رَغِمَ أنفُ امرئ أدركه رمضانُ فلم يُغفر له، وللصائم في رمضان دعوات لا ترد، وساعات الإجابة فيه كثيرة، فأكثِروا فيه من الدعاء، فقد ذكَر سبحانَه وبين في آياتهِ قربَه من عباده المؤمنين، وإجابتَه دعوة الداعين، فقال: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ)[الْبَقَرَةِ: 186]، وفي (مسند الإمام أحمد) قال النبي - صلى الله عليه وسلم-: (( ثلاثة لا يرد دعاؤهم: الإمام العادل، والصائم حتى يفطر، ودعوة المظلوم )). وأبواب الخير أيها المسلم  في رمضان كثيرة؛ فمَنْ فَطَّرَ صائمًا ولو بتمرة كان له مثل أجره غيرَ أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئا، وأفضل الصدقة صدقة في رمضان، فمن خاف يوم الحساب فليُطعم جوعة مسكين، وليسُدَّ خلةَ أرملة ويتيم، حيث وصفهم الله في كتابه فقال (وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا * إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا * فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا * وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا)[الْإِنْسَانِ: 8-12]. إن شهر رمضان أيها المسلم من أعظم مواسم التقوى، فالصيام جُنَّة؛ أَيْ حِصن حصين عن الفحش والمحرَّمات، وافتتح الربُّ - جل جلاله- آياتِ الصيام بالتقوى، واختَتَمَها بالتقوى، فالتقوى خير زاد، ولباسها خير لباس، (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ)[الطَّلَاقِ: 2-3]، وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وألة وصحبه أجمعين ...

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة