U3F1ZWV6ZTM1NTgxMTY5NjA2OTA3X0ZyZWUyMjQ0NzY3ODUyMjQwMg==

خطبة الجمعة الثانية من شهر رمضان 1443

خطبة الجمعة الثانية من شهر رمضان 1443

خطبة الجمعة الثانية 14 رمضان 1443 بعنوان الصلاة وقيام الليل



خطبة الجمعة

الصلاة وقيام الليل

الخطبة الأولى:

إنّ الحمدَ للهِ نحمدُهُ ونستعينُهُ ونستغفرُه، ونعوذُ باللهِ من شُرورِ أنفسِنا وسيئاتِ أعمالِنا، من يهدِهِ اللهُ فلا مُضِلَّ له، ومن يُضلِلْ فلا هادِيَ له، وأشهد ألَّا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، شهادةَ مَنْ آمَن بربه ولم يُشرِك به أحدًا، وأشهد أن نبينا وسيدنا محمدا عبد الله ورسوله، خير من صلى وصام، وأتقى وتهجد لله وقام، صلَّى اللهُ وسلَّم وبارَك عليه، وعلى آله وأصحابه، والتابعين ومَنْ تَبِعَهم بإحسانٍ، ما تعاقَب النور والظلام .

عبادَ الله :ــ اتقوا الله -عز وجل- بالأعمال التي تُرضيه، والبعد عن غضبه ومعاصيه، فما فاز إلا المتقون، وما خسر إلا المجرمون ، قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ (آل عمران: 102).... (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ  إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) (النساء1) ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ) الأحزاب(70، 71) . أما بعد: فإن خيرَ الحديثِ كلامُ اللهِ، واحسن الهدى، هدى محمد صلى الله عليه وسلم ، وشر الامور محدثاتها، وكل محدثة بدعه، وكل بدعة ضلاله، وكل ضلالة في النار .

أيها المؤمنون عباد الله : 

طاعةُ اللهِ خيرُ مغنَمٍ ومكسَبٍ، ورضاه خير ربح ومطلب، والجنة حفت بالمكاره، وحفت النار بالشهوات، أيها الصائمون: تقبَّل اللهُ طاعتَكم، وأصلَح حالَكم، ووفَّقَكم فيما بقي في هذا الشهر، وكتَب لكم الثباتَ على طاعته سائرَ أيامِ الدهرِ. عباد الله محاسَبة النفس والاجتهاد في الطاعات، والازدياد من الحسنات، والمحافظة على ما أعان الله عليه ووفَّق من العمل الصالح، والحذر من مبطلات الطاعات، هو عين السعادة والفَلَاح في الحياة، وبعد الممات، قال الله - تعالى-: (وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى)[النَّازِعَاتِ: 40-41]،  فحاسِبُوا أنفسَكم ،قبل أن تحاسَبوا، وانظروا ماذا ادخرتم لأنفسكم من الأعمال الصالحة ،ليوم معادكم وعرضكم على ربكم"  ها أنتم ترون سرعة انقضاء الأيام والليالي ، وإن يوما مضى لن يعود بما فيه، والعمر ما هو إلا ليالٍ وأيام، ثم ينزل الأجل، وينقطع العمل، إن شهركم المبارك ، قد أوشك على النصف من أيامه ،عظِّموا نعمةَ الإيمان، وعظِّموا نعمةَ القرآن، فما أُعطي أحدٌ عطاءً أفضلَ من الإيمان والقرآن، وما صام مسلم رمضان إيمانا واحتسابا إلا نال من الإيمان، ونال من بركات القرآن .

معاشر المسلمين :

 صحّ عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "بُني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصوم رمضان". عباد الله: في هذا الحديث بينا صلى الله عليه وسلم- أركان الإسلام العظام، التي لا يتم إسلام العبد إلا بها، وأولها وأهمها: توحيد الله وعبادته، وثانيها: إقام الصلاة، ثم إيتاء الزكاة، ثم الحج، ثم الصوم. فأعظم ركن بعد توحيد الله والإيمان برسالة محمد - صلى الله عليه وسلم- الصلاة، تلكم الفريضة المهملة لكثير من المسلمين. الصلاة التي تركها إما عمدًا أو تهاونًا أو كسلاً ،كثيرًا من شباب المسلمين. الصلاة التي فرط في أدائها، من وهبهم الله الصحة والعافية. الصلاة التي أخبر النبي الكريم - صلى الله عليه وسلم- أنها آخر ما يُفقد من الدين، فإن فقدت فقد الدين كله، الصلاة وما أدراكم ما الصلاة، أول ما يُسأل عنهُ العبد يوم القيامة، فإن صلحت صلح سائر عمله، وإن فسدت فسد سائر عمله.   نتذاكر الصلاة وأهميتها وعظيم قدرها في شهر الصيام المبارك. لما نراه من اهتمام كثير من الناس بالصيام وحرصهم عليه وعدم تفريطهم فيه، أو إفطار يوم من رمضان، مع إخلالهم وتقصيرهم الكبير وللأسف، فيما هو أعظم وأهمّ، ألا وهو الصلاة، فالصلاة فرضت قبل الصيام، فرضت في مكة، أما الصيام ففرض في السنة الثانية من الهجرة، وفرض الصيام شهرًا واحدًا في السنة بخلاف الصلاة، ففرضت خمسين صلاة في اليوم الواحد، ثم خففت إلى خمس صلوات في اليوم. وفرض الصيام على رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بواسطة جبريل عن طريق الوحي، بخلاف الصلاة التي فرضت عليه صلى الله عليه وسلم وهو في السماء، من ربّ العزة والجلال مباشرة دون واسطة. وإذا نظرنا إلى من يجب عليه الصيام، ومن تجب عليه الصلاة ، أدركنا أيضًا أهمية الصلاة، وتعظيم قدرها على الصيام. فالصوم واجب على كل مسلم بالغ عاقل صحيح مقيم، أما الصلاة فتجب قبل البلوغ : " إمروا أولادكم بالصلاة لسبع، واضربوهم عليها، وهم أبناء عشر" . إذا كان المريض يُعذر بترك الصوم فإنه لا يُعذر في ترك الصلاة، بل يجب عليه أداؤها قاعدًا، فإن لم يستطع فعلى جنب، وإن لم يستطع فيوحي إيماءً، ولا يترك الصلاة أبدًا. أما الصوم فالمريض يعذر بتركه: (وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ)[البقرة: 185].بل قد يتوجب على المريض الفطر، وترك الصيام إذا كان الصيام يضر به. وإذا كان المسافر يترك الصيام؛ لأنه أرفق به، فالمسافر لا يحق له ولا يجوز له ترك الصلاة، بل هي واجبة عليه لا تنفك عنه، وكذلك المجاهد في سبيل الله يترك الصيام؛ لأنه أقوى له ، أما الصلاة فإنهُ لا يتركها أبدًا، وإن اشتدّ به الخوف، فقد فرض الله صلاة الخوف للمجاهدين ولم يعذرهم في تركها أو تأخيرها. وكذا الصغير الذي لم يبلغ الحُلُم يؤمر بالصيام استحبابًا وتعويدًا، بخلاف الصلاة فإنها تجب عليه من قبل البلوغ، ويعاقب على تركها. ولو تأملنا حكم الله وحكم رسوله - صلى الله عليه وسلم- في تارك الصيام، وتارك الصلاة لرأينا اختلافًا. فتارك الصيام لا يكفر على الصحيح من أقوال أهل العلم ، إلا إذا تركه جاحدًا لوجوبه وفرضيته، فإنه حينئذٍ يكفر، أما إن تركه تهاونًا وكسلاً مع الإقرار بفرضيته، فهو على خطر عظيم، ويُعد فاسقًا من الفساق. وتارك الصلاة إما جحودًا وإنكارًا أو تهاونًا وكسلاً، فإنه كافر بالله مرتد عن دينه، حلال الدم والمال يستتاب فإن تاب وصلى وإلا قتل مرتدًا. قال الله -تعالى-: (فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ)[التوبة : 11].وقال صلى الله عليه وسلم: "العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر". وقال: "بين الرجل وبين الشرك ترك الصلاة". ولم يكن صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يعدّون شيئًا من الأعمال تركه كفر غير الصلاة. ولهذا تارك الصلاة لا يقبل منه الصيام؛ لأنه كافر مرتد خارج عن دينه. 

معشر المسلمين :

قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب - رضي الله عنه-: "لا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة". ومما يزيد من خطورة أمر الصلاة، أن من ترك فرضًا واحدًا متعمدًا حتى يخرج وقته فإنه يكفر - نسأل الله السلامة والعافية-؛ كما أفتى بذلك سماحة الشيخ ابن باز - رحمه الله- فرضٌ واحد يتكرهُ متعمدًا، فكيف بمن يمكث الأيام لا يصلي؟! كيف بمن لا يعرف الصلاة إلا في مثل هذا اليوم يوم الجمعة؟! كيف بمن لا يعرف الصلاة إلا في شهر رمضان؟!قال تعالى: (فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا)[مريم: 59].وغي هو وادٍ في جهنم خبيثٍ طعمه، بعيدٍ قعره. عن بريدة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: "من ترك صلاة العصر، فقد حبط عمله" [رواه البخاري].هكذا: "فقد حبط عمله" فماذا يرجوا بعد أن أحبط الله عمله؟! هذه مقارنة مجملة بين الصلاة والصيام يتبين منها لكل مسلم  قدر الصلاة، وإننا لو نظرنا في فضائل الصلاة لوجدناها فضائل عظيمة؛ فعن أبي هريرة - رضي الله عنه- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: "الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان؛ مكفّرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر" [مسلم].وعنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: " أرأيتم لو أن نهرًا بباب أحدكم يغتسل فيه كل يوم خمسًا، هل يبقى من درنه شيء؟ قالوا: لا يبقى من درنه شيء، قال: فذلك مثل الصلوات الخمس يمحو الله بهن الخطايا " [متفق عليه].وعن عبادة بن الصامت قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: "خمس صلوات افترضهن الله -تعالى-، من أحسن وضوءهن، وصلاّهن لوقتهن، وأتم ركوعهن وخشوعهن كان له على الله عهد أن يغفر له، ومن لم يفعل فليس له على الله عهد إن شاء غفر له وإن شاء عذبه " [رواه أحمد وأبو داود ومالك والنسائي، وهو صحيح]. وعن أبي ذر أن النبي - صلى الله عليه وسلم- خرج زمن الشتاء، والورق يتهافت، فأخذ بغصنين من شجرة، قال: فجعل ذلك الورق يتهافت، قال: فقال: "يا أبا ذر" قلت: لبيك يا رسول الله، قال: "إن العبد المسلم ليصلي الصلاة يريد بها وجه الله، فتهافت عنه ذنوبه كما تهافتُ هذا الورق عن هذه الشجرة" [رواه أحمد وهو صحيح].  

أيها الصائمون:

 حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين، صلوا الصلاة واركعوا مع الراكعين، الله الله في الصلاة فهي الصلة بينكم وبين ربكم، حافظوا عليها وأدّوها جماعة في بيوت الله حيث يُنادى بهن: "فمن سمع النداء فلم يأته لم تقبل له صلاة إلا من عذر". "وما من ثلاثة لا تقام فيهم الصلاة جماعة إلا قد استحوذ عليهم الشيطان". و"صلاة مع الإمام أفضل من سبعه وعشرين صلاة يصليها العبد وحده". فيا من أنعم الله عليكم بالصحة والعافية يا معشر الشباب يا من أكرمكم الله بمجاورة بيوته: اغتنموا الصحة قبل المرض، والشباب قبل الهرم، والحياة قبل الموت، فكم من مريض يحن لبيوت الله، وكم من شيخ أقعده الكبر عن صلاة الجماعة؟ وكم من ميت يتمنى العودة إلى الدنيا ليصلي ركعتين خالصةً لله، فيا من جعل الله له سمعًا وبصرًا وفؤادًا وأعضاءً، وأنت تسمع المنادي كل يوم "حي على الصلاة حي على الفلاح" ما عذرك بين يدي الله إذا أوقفك وسألك؟! فاجعل – عبد الله- هذا الشهر شهر صلاة كما هو شهر صيام، غيرّ فيه من حالك، وعدّل فيه من وضعك، وتب فيه إلى ربك، فربك تواب رحيم، وأنت في شهر التوبة والمغفرة. أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي لكم ، فاستغفروه إنه هو لغفور الرحيم... 

الخطبة الثانية :

الحمدُ لله، الحمدُ لله حمدًا كثيرًا طيبًا مُبارَكًا فيه كما يُحبُّ ربُّنا ويرضَى، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أن محمدًا عبدُه ورسولُه، صلَّى الله عليه وعلى آلِهِ وصحبِه، وسلَّم تسليمًا كثيرًا.

أما بعدُ .. معاشر المُؤمنين: فإنَّ شأن الصلاة عظيم وفضلها كبير, ذلك أنَّها الصلة بين العبد وربِّه, روى مسلم في صحيحه أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: "أَفْضَلُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الْفَرِيضَةِ، صَلَاةُ اللَّيْلِ"، وفي رواية صحيحة عنده أيضاً: "الصلاة في جوف الليل". ومن فضل صلاة النافلة أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم- توضأ وضوؤه للصلاة ثم قال: "مَنْ تَوَضَّأَ نَحْوَ وُضُوئِي هَذَا، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ لاَ يُحَدِّثُ فِيهِمَا نَفْسَهُ، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ"(أخرجه الشيخان). و قال الله عز وجل  (وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا)[الفرقان: 64]؛ قال السعدي - رحمه الله-: "أي: يُكثرون من صلاة الليل, مخلصين فيها لربهم, متذللين له, كما قال - تعالى-: (تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ)[السجدة: 16](تفسير السعدي: ص: 586).

عباد الله: لقد حثَّ النبي - صلى الله عليه وسلم- أُمَّته على قيام الليل؛ فقال -عليه الصلاة والسلام-: "عَلَيْكُمْ بِقِيَامِ اللَّيْلِ فَإِنَّهُ دَأَبُ الصَّالِحِينَ قَبْلَكُمْ، وَهُوَ قُرْبَةٌ إِلَى رَبِّكُمْ، وَمَكْفَرَةٌ لِلسَّيِّئَاتِ، وَمَنْهَاةٌ لِلإِثْمِ"(أخرجه الترمذي وحسنه الألباني)، وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "أَحَبُّ الصَّلاَةِ إِلَى اللهِ صَلاَةُ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ، وَأَحَبُّ الصِّيَامِ إِلَى اللهِ صِيَامُ دَاوُدَ، وَكَانَ يَنَامُ نِصْفَ اللَّيْلِ وَيَقُومُ ثُلُثَهُ، وَيَنَامُ سُدُسَهُ، وَيَصُومُ يَوْمًا، وَيُفْطِرُ يَوْمًا"(أخرجه الشيخان).

عبادَ الله:

 شُدُّو المِئزَرَ في النصف الاخير من شهركم المبارك، وإيَّاكم والتسويف، فهي أيامٌ معدُودة، وساعاتٌ محدُودة ، لا مجالَ فيها للكسَلِ والخُمُول، ولا مجالَ فيها للمعاصِي والسيِّئات؛ فالأعمالُ مُضاعفَة، فأرُوا اللهَ مِن أنفسِكم خيرًا؛ فإن الشقِيَّ مَن حُرِم فيه رحمةَ لله. هذا وصلوا وسلموا على من أمرَكم الله بالصلاة والسلام عليه فقال - عزَّ مِن قائِلٍ : (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الْأَحْزَابِ: 56]، 

اللهم صلِّ وسلِّم وبارك على عبدِك ورسولِك محمدٍ،. وارضَ اللهم عن الخلفاء الراشدين، أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن سائر الصحابة والتابعينَ ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنَّا معهم بعفوكَ وكرمكَ وجودكَ يا أرحم الراحمين.

ــ اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، واحم حوزة الدين، واجعل هذا البلدَ آمِنًا مطمئنًا، وسائرَ بلاد المسلمين ، اللهم فرِّج همَّ المهمومين من المسلمين، ونفِّس كربَ المكروبين، واقضِ الدَّيْنَ عن المدينين، واشفِ مرضانا ومرضى المسلمين، اللهم من أرادنا وأراد بلادنا بسوء فرد كيده في نحره، واجعل تدبيره تدميرا عليه . 

ــ اللهم آت نفوسنا تقواها، وزكها أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها .

ــ اللهم ادفع عنا الغلاء والوبأ والربا والزنا، والزلازل والمحن، وسوء الفتن، ما ظهَر منها وما بطَن. 

ــ اللهم إنا نعوذ بك من جهد البلاء، ومن درك الشقاء، وسوء القضاء وشماتة الأعداء. 

ــ  اللهم إنَّا نسألكَ الجنةَ وما قرَّب إليها من قول أو عمل، ونعوذ اللهم بكَ من النار وما قرَّب إليها من قولٍ أو عملٍ. 

ــ اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من الهالكين ، الله سقيا رحمه لا سقيا عذاب .

اللهم أعِنَّا على الصِّيام والقِيام، اللهم أعِنَّا فيه على الصِّيام والقِيام، وقراءة القرآن، وتقبَّله منَّا يا رب العالمين .

... (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)[الْبَقَرَةِ: 201]، عباد الله ان الله يأمركم بثلاث وينهاكم عن ثلاث (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾ النحل:(90) فاذكروا اللهَ يذكُركم، واشكُروه على نعمِه يزِدكم، ولذِكرُ الله أكبر، واللهُ يعلمُ ما تصنَعون ..


تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة