U3F1ZWV6ZTM1NTgxMTY5NjA2OTA3X0ZyZWUyMjQ0NzY3ODUyMjQwMg==

حسن الخلق

حسن الخلق 


حديث نبوي

 ((محاسن الخلأق )) 

أن من أفضل الأعمال وأزكى الخصال التقرب إلى الله ـ تعالى بمحاسن الأخلاق، يقول الله عز وجل في وصف نبيه محمد -صلى الله عليه وسلم-: (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ)[الْقَلَمِ: 4]، ويقول - صلى الله عليه وسلم-: "إن من خياركم أحسنكم أخلاقا"(متفق عليه). حسن الخلق سبب من أسباب دخول الجنان، ونيل رضا الرحمن، قال صلى الله عليه وسلم: "ما من شيء أثقل في ميزان العبد يوم القيامة من حسن الخلق" حديث صح عند أهل العلم، وسئل - صلى الله عليه وسلم- عن أكثر ما يدخل الناس الجنة فقال: "تقوى الله وحسن الخلق"(رواه أحمد وغيره، وإسناده حسن).

إن طلاقة الوجه والبشاشة عند اللقاء سجية صاحب الخلق العظيم، -عليه أفضل الصلاة والتسليم-، عن جرير بن عبد الله -رضي الله عنه- قال: "ما حجبني النبي -صلى الله عليه وسلم- منذ أسلمتُ، ولا رآني إلا تبسَّم في وجهي"(رواه مسلم)؛ فاحرصوا على خُلق البشاشة لإخوانكم، كونوا أهل بشاشة وسماحة وطلاقة في العِشرة، فقد رُوي عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: "تبسُّمكَ في وجه أخيك لك صدقة"(صح فيما أخرجه أبو داود)، قال ابن بطال: "فيه أن لقاء الناس بالتبسم وطلاقة الوجه من أخلاق النبوة، وهو منافٍ للتكبُّر، وجالِب للمودة". وإن من تمام حسن الخلق أن يفرح المسلم حينما يلقى إخوانه، متبسمًا طلق الوجه، بشوشًا مستبشِرًا مسرورًا بهم، فذلكم من الأفعال المشكورة والصفات المحمودة، يقول جل وعلا: (وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ)[الْحِجْرِ: 88]، والنبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: "لا تحقرنَّ من المعروف شيئًا، ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق"(رواه مسلم)؛ أي بوجه ضاحك مستبشِر مبتهِل بالبِشر والابتسام. و بهذا الخلق الكريم تعظُم أجوركم، وتفشو المودة بينَكم، وتسود المحبة ويعم الإخاء في مجتمعكم، به تطمئن القلوب، وتسعد النفوس، وتنشرح الصدور، ويحصل العبد على الثواب الجزيل، والثناء الجميل، قال صلى الله عليه وسلم: "اتقوا النار ولو بشق تمرة، فمن لم يجد فبكلمة طيبة"، وفي الحديث الآخر: "الكلمة الطيبة صدقة"(متفق عليهما).

إن إحياء الدين في النفوس وإحياءه في السلوك -بإحياء أخلاقه وتوجيهاته- يجب أن تجلي حقائق الإيمان جواهر السلوك كما يجلي العبادات ذاك السلوك: (إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ) [العنكبوت:45]. الأخلاق في الإسلام من أصول الحياة الطيبة، يقول الفضيل بن عياض - رحمه الله-: "أصل الإيمان وفرعه بعد الشهادتين والفرائض: صدق الحديث، وحفظ الأمانة، والوفاء بالعهد، وصلة الرحم، والنصيحة للمسلمين"، بل قال أهل العلم: "الدين كله خلق؛ فمن زاد عليك في الخلق زاد عليك في الدين"، الدين هو الذي يرسم قواعد الأخلاق ويحدد معالمها ويضبط مقاييسها ويمجد مكارمها. والأخلاق من غير دينٍ عبث؛ فالدين والأخلاق صنوان لا ينفصلان، وقد صحت الأخبار عن المصطفى المختار سيدنا ونبينا محمدٍ -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "إنَّ أحبَّ عبادِ اللهِ إلى اللهِ أحسنهُم خُلُقا" و" أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا"، و "خَيرُ مَا أُعْطِي الإنْسانُ خُلُقٌ حَسَن"، "والأقرب من رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يوم القيامة منه مجلساً أحسنهم خلقاً" "وما من شيءٍ أثقلُ في ميزَانِ المؤمن يومَ القِيامةِ مِنْ خُلُقٍ حَسَن"، و "البرُّ حسنُ الخلُق"، وكرم المؤمن دينه، ومروءته عقله، وحسبه خلقه. وصل الله وسلم بارك على سيدنا محمد وآلة الطيبين الطاهرين وصحبه أجمعين  ..

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة