U3F1ZWV6ZTM1NTgxMTY5NjA2OTA3X0ZyZWUyMjQ0NzY3ODUyMjQwMg==

ثمار الإستغفار

ثمار الإستغفار


ثمار الاستغفار

فضل الإستغفار


إنَّ أشرفَ أنواع الاستغفار وأفضلَه, وأعظمَه نفعًا, ما جاء عن الصادق المصدوق - صلى الله عليه وسلم- حيث قال: "سَيِّدُ الاِسْتِغْفَارِ أَنْ تَقُولَ: اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي، لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ، وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ، أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ وَأَبُوءُ بِذَنْبِي، فاغْفِرْ لِي، فَإِنَّهُ لاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ, مَنْ قَالَهَا مِنَ النَّهَارِ مُوقِناً بِهَا, فَمَاتَ مِنْ يَوْمِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِيِ ؛ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهْوَ مُوقِنٌ بِهَا، فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ؛ فَهْوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ"(رواه البخاري). أن من لازم الاستغفار متَّعه الله بالأمن في الحياة، والسعادة في العيش إلى الممات، قال الله تعالى: (وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ) [هود: 3].فالاستغفار هو طلب المغفرة ، والمغفرة هي وقاية شر الذنوب مع سترها ، أي أن الله عز وجل يستر على العبد فلا يفضحه في الدنيا ويستر عليه في الآخرة فلا يفضحه في عرصاتها ويمحو عنه عقوبة ذنوبه بفضله ورحمته . 
ومن أفضل الاستغفار أن يقول العبد : " أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه " .وقد ورد عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن من قاله : " غفر له وإن كان فر من الزحف " .وعن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قال : إن كنا لنعد لرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في المجلس الواحد مائة مرة يقول : " رب اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الغفور "(رواه الترمذي وأبو داود والحاكم) . وعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه قال : " والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة "(رواه أحمد وأبو داود وابن ماجة) . فإذا شعرتَ بضيقٍ في صدرك، وتزاحَمَت على قلبك الهمومُ والأحزان، وضاقت عليك الدنيا، وسُدَّت في وجهك الأبواب - فاعلَمْ أنك بحاجةٍ لأَنْ تُكثِرَ مِن قول: (أستغفِرُ الله). وعن أبي هريرةَ رضي الله عنه، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم فيما يحكي عن ربِّه عز وجل، قال: ((أذنب عبدٌ ذنبًا، فقال: اللهم اغفِرْ لي ذنبي، فقال تبارك وتعالى: أذنب عبدي ذنبًا، فعلِم أن له ربًّا يغفِرُ الذنب ويأخذ بالذنب، ثم عاد فأذنَب، فقال: أي رب، اغفِرْ لي ذنبي، فقال تبارك وتعالى: عبدي أذنب ذنبًا فعلم أن له ربًّا يغفِرُ الذنب ويأخذ بالذنب، ثم عاد فأذنب، فقال: أي رب، اغفِرْ لي ذنبي، فقال تبارك وتعالى: أذنب عبدي ذنبًا فعلِم أن له ربًّا يغفر الذنب، ويأخذ بالذنب، اعمَلْ ما شئت، فقد غفرتُ لك)) فهنيئًا لِمَن داوم على الاستغفار، فجاء يوم القيامة قد ذهبت سيئاتُه هباءً، وتضاعَفَتْ حسناتُه وعظُمَت، فعن عبدِالله بن بُسْر رضي الله عنه قال: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: ((طُوبَى لِمَن وَجَد في صحيفته استغفارًا كثيرًا))؛ أخرجه ابن ماجه بسند حسن. وعن الزُّبَير بن العوَّام رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ((مَن أحبَّ أن تَسُرَّه صحيفتُه، فليُكثِر فيها مِن الاستغفار). ولهذا كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يأمُرُ أصحابه أن يستغفِرُوا للميت؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: نعى لنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم النجاشيَّ صاحبَ الحبشة يوم الذي مات فيه، فقال: ((استغفروا لأخيكم)) . وعن عثمانَ بنِ عفَّانَ، قال: كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم إذا فرَغ مِن دفن الميِّت وقف عليه، فقال: ((استغفروا لأخِيكم، وسَلُوا له بالتثبيت، فإنه الآن يُسأَل)). وصل الله وسلم وبارك على محمد وآله الطيبين الطاهرين وصحبه أجمعين ... 

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة