U3F1ZWV6ZTM1NTgxMTY5NjA2OTA3X0ZyZWUyMjQ0NzY3ODUyMjQwMg==

خطبة الجمعة من المسجد النبوي 5 شوال 1443

خطبة الجمعة من المسجد النبوي  5 شوال 1443

ألقى فضيلة الشيخ د/ أحمد بن حميد من منبر المسجد النبوي الشريف بالمدينهة المنورة خطبة الجمعة 5 شوال 1443 بعنوان كلمة التوحيد تحدث فضيلته فيها عن كلمة التوحيد كلمة طيبة طاهرة مطهرة  وكلمة التوحيد حياة القلوب ، وحذر من الذنوب والمعاصي وضعف الإيمان أكتبُ ما جاء فيها.

صورة الشيخ أحمد بن حميد وهو في المنبر

عنوان الخطبة كلمة التوحيد 

الخطبة الأولى: 

إنَّ الحمدَ لله نحمده، ونستعينه ونستغفره، ونؤمن به ونتوكل عليه، ونثني عليه الخير كله، وأشهد ألا إله إلا الله، وحدَه لا شريكَ له، إياه نعبد، وله نصلي ونسجد، وإليه نسعى ونحفد، نرجو رحمتهُ ونخشى عذابه، وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد، صلاة تكون لحقه أداء، ولقلوبنا شفاء، اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد، وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين.

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آلِ عِمْرَانَ: 102]، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)[النِّسَاءِ: 1]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)[الْأَحْزَابِ: 70-71].

أما بعدُ: فإنَّ أصدقَ الحديثِ كتابُ اللهِ، وخيرَ الهديِ هديُ محمدٍ -صلى الله عليه وسلم-، وشرَّ الأمور محدثاتها، وكلَّ محدَثة بدعةٌ، وكلَّ بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

أيها المؤمنون: إن الله ضرَب لكم المثلَ الأفضلَ الأكملَ الأدلَّ، الكلمة الطيبة، لا إله إلا الله، الطيبة بمدلولها، وموضوعها، والمخبَر بها عنه، وهو الله الواحد الأحد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كُفُوًا أحد، السبوح الملك القدوس، له الأسماء الحسنى، والمثل الأعلى، وهي طيِّبة بذاتها، مطيِّبة للقلب الذي اعتقَدَها، ومطهِّرة له من نجس الشرك، والكفر، والشك، والنفاق، وسيئ الأخلاق، فلا أطيبَ منها ولا أطهرَ، ولا أقوى منها ولا أظهرَ، ولا أكمل منها ولا أفضل، ولا أقدَسَ منها ولا أنفسَ؛ (فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ)[مُحَمَّدٍ: 19]، فلا يتناهى معناها، ولا يحاط بعلمها، فهي الكلمة الطيبة العليا الباقية، وكلمة التقوى والإخلاص، فلا أشرفَ منها ولا أعزَّ. وهي كلمة كريمة على الله -عز وجل-، تُدخِل الصادقَ الجنةَ، وتَحقِن دمَ الكاذب ومالَه في الدنيا ولا تقاومها السموات ولا الأرضون، ضربها الله مثلا كالنخلة الثابتة الأصول، الباسقة الفروع، فلا إله إلا الله، ثابتة في قلب المؤمن، وفروعها من الكلم الطيب والعمل الصالح صاعدة إلى السماء، كالنخلة دائمة النفع، متواصلة الخير والثمر، بُسرًا ورطبًا وتمرًا، فلا إله إلا الله، لا ينقطع خيرها، ولا يفنى برها، ليلًا ونهارًا، غدوةً وعشيةً، كلامًا طيبًا، وأعمالًا صالحةً تُرفَع لرب العالمين، وكما أنه لا حياة للشجر إلا بالماء، فلا حياة للقلب إلا بوحي السماء، ولا تقوى الشجرة ويتم نباتها إلا بتعاهدها وصيانتها عما يضرها من الحشاش والخشاش، وكذلك القلب، مع أدواء متعة الشهوات، ومخاضات الشبهات، قال الله -عز وجل-: (كَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْكُمْ قُوَّةً وَأَكْثَرَ أَمْوَالًا وَأَوْلَادًا فَاسْتَمْتَعُوا بِخَلَاقِهِمْ فَاسْتَمْتَعْتُمْ بِخَلَاقِكُمْ كَمَا اسْتَمْتَعَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ بِخَلَاقِهِمْ وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خَاضُوا أُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ)[التَّوْبَةِ: 69]، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "جدِّدُوا إيمانَكم. قيل: يا رسول الله: وكيف نجدد إيماننا؟ فقال: أكثِرُوا من قول: لا إله إلا الله، قال الله -عز وجل-: (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ * تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ)[إِبْرَاهِيمَ: 24-25].

بارَك اللهُ لي ولكم في القرآن العظيم، وفي هدي سيد المرسلين وقوله القويم، أقول ما تسمعونَ، وأستغفِر اللهَ العظيم الجليل لي ولكم، فاستغفِروه، إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية:

الحمد لله، حمدًا كثيرًا طيبًا مبارَكًا فيه، كما يحب ربنا ويرضى، وصلاةً وسلامًا على خير خلق الله محمد بن عبد الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد؛ (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ)[التَّوْبَةِ: 119]، والبشرى كل البشرى لمن كثرت أقواله وأعماله الصالحة، وتوالت مستمرةً، يؤدي كلَّ وقتٍ حقَّ الله ورسوله، فكلامه الطيب إلى الله صاعد، وأعماله الصالحة إلى ربه مرفوعة، ليلًا ونهارًا، سرًّا وجِهارًا، وبذلك يُذكَر في الملأ الأعلى، ويُثني عليه اللهُ -تبارك وتعالى-، ويباهي به الملائكةَ الكرامَ، وينال الرضوانَ من الرحمن، وتُرقَم له الكلمات الطيبات والأعمال الصالحات في كتاب الأبرار؛ (كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ * كِتَابٌ مَرْقُومٌ * يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ)[الْمُطَفِّفِينَ: 18-21].

ويا خيبة من ضعفت شجرة إيمانه، فضعفت ثمرتها، فليس له من الكلم الطيب والعمل الصالح إلا النذر القليل؛ لأنه آثَر الحياةَ الدنيا على الآخرة، وصرَف قوةَ عزائمه وهِمَمَهُ في جَمْع حُطام الدنيا الفانية، وشغَل عقلَه ومداركَه في التكاثر، قال الله -تبارك وتعالى-: (كَلَّا بَلْ لَا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ * وَلَا تَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ * وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلًا لَمًّا * وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا * كَلَّا إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا * وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا * وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى * يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي)[الْفَجْرِ: 17-24]؛ أي: قدمتُ للدار الآخرة الباقية الأبدية، كما قدمتُ للدنيا الزائلة الفانية، فاعتبِرْ أيها العاقلُ، وأعِدَّ العُدةَ، وتزوَّد لدار البقاء؛ (وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ)[الْبَقَرَةِ: 197]. وأختتم فضيلته تلك الخطبة بالصلاة والسلام على رسول الله ثم الدعاء.

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة