U3F1ZWV6ZTM1NTgxMTY5NjA2OTA3X0ZyZWUyMjQ0NzY3ODUyMjQwMg==

كلمة التوحيد

كلمة التوحيد


حديث

معنى كلمة التوحيد

كلمة التوحيد : لا إله إلا الله، الطيبة بمدلولها، وموضوعها، والمخبَر بها عنه، وهو الله الواحد الأحد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كُفُوًا أحد، السبوح الملك القدوس، له الأسماء الحسنى، والمثل الأعلى، وهي طيِّبة بذاتها، مطيِّبة للقلب الذي اعتقَدَها، ومطهِّرة له من نجس الشرك، والكفر، والشك، والنفاق ، ولا أقوى منها ولا أظهرَ، ولا أكمل منها ولا أفضل، ولا أقدَسَ منها ولا أنفسَ؛ (فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ)[مُحَمَّدٍ: 19]، فلا يتناهى معناها، ولا يحاط بعلمها، فهي الكلمة الطيبة العليا الباقية، وكلمة التقوى والإخلاص، فلا أشرفَ منها ولا أعزَّ.

وهي كلمة كريمة على الله -عز وجل-، تُدخِل الصادقَ الجنةَ، وتَحقِن دمَ الكاذب ومالَه في الدنيا ولا تقاومها السموات ولا الأرضون، ضربها الله مثلا كالنخلة الثابتة الأصول، الباسقة الفروع، فلا إله إلا الله، ثابتة في قلب المؤمن، وفروعها من الكلم الطيب والعمل الصالح صاعدة إلى السماء، كالنخلة دائمة النفع، متواصلة الخير والثمر، فلا إله إلا الله، لا ينقطع خيرها، ولا يُفنى برها، ليلًا ونهارًا، غدوةً وعشيةً، كلامًا طيبًا، وأعمالًا صالحةً تُرفَع لرب العالمين، وكما أنه لا حياة للشجر إلا بالماء، فلا حياة للقلب إلا بوحي السماء، ولا تقوى الشجرة ويتم نباتها إلا بتعاهدها وصيانتها عما يضرها من الحشاش , قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: "جدِّدُوا إيمانَكم. قيل: يا رسول الله: وكيف نجدد إيماننا؟ فقال: أكثِرُوا من قول: لا إله إلا الله، قال الله -عز وجل-: (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ * تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ)[إِبْرَاهِيمَ: 24-25]. والبشرى كل البشرى لمن كثرت أقواله وأعماله الصالحة، وتوالت مستمرةً، يؤدي كلَّ وقتٍ حقَّ الله ورسوله، فكلامه الطيب إلى الله صاعد، وأعماله الصالحة إلى ربه مرفوعة، ليلًا ونهارًا، سرًّا وجِهارًا، وبذلك يُذكَر في الملأ الأعلى، ويُثني عليه اللهُ -تبارك وتعالى-، ويباهي به الملائكةَ الكرامَ، وينال الرضوانَ من الرحمن، وتُرقَم له الكلمات الطيبات والأعمال الصالحات في كتاب الأبرار؛ (كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ * كِتَابٌ مَرْقُومٌ * يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ)[الْمُطَفِّفِينَ: 18-21]. و يا خيبة من ضعفت شجرة إيمانه، فضعفت ثمرتها، فليس له من الكلم الطيب والعمل الصالح إلا النذر القليل؛ لأنه آثَر الحياةَ الدنيا على الآخرة، وصرَف قوةَ عزائمه وهِمَمَهُ في جَمْع حُطام الدنيا الفانية، وشغَل عقلَه ومداركَه في التكاثر، قال الله -تبارك وتعالى-: (كَلَّا بَلْ لَا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ * وَلَا تَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ * وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلًا لَمًّا * وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا * كَلَّا إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا * وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا * وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى * يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي)[الْفَجْرِ: 17-24]؛ أي: قدمتُ للدار الآخرة الباقية الأبدية، كما قدمتُ للدنيا الزائلة الفانية، فاعتبِرْ أيها العاقلُ، وأعِدَّ العُدةَ، وتزوَّد لدار البقاء؛ (وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ)[الْبَقَرَةِ: 197]. فلا إله إلا الله .. من أجلِها أرسلَ الله رُسُلَه، وأنزلَ كُتبَه، وخلقَ الجنةَ والنار، وقسَم الخلقَ إلى مُؤمنين وكُفَّار. ولا إله إلا الله .. هي أفضلُ الحسنات، وأعظمُ مُكفِّرٍ للسيئات، إذا اجتمعَ التوحيدُ واليقينُ والإخلاص. ففي "سنن ابن ماجه"، و"مستدرك الحاكم" وصحَّحه: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «يُصاحُ برجلٍ من أمَّتي يوم القيامة على رُؤوسِ الخلائِقِ، فيُنشرُ له تسعةٌ وتسعون سِجِلاًّ كلُّ سِجِلٍّ مدَّ البصر، ثم يقول الله - عز وجل -: هل تُنكِرُ من هذا شيئًا؟ فيقول: لا يا ربِّ، فيقول: أظلمَتك كتَبَتي الحافِظون؟ فيقول: لا، ثم يقول الربُّ - عز وجل -: ألكَ عُذرٌ، ألكَ حسنة؟ فيَهابُ الرجلُ فيقول: لا. فيقول: بلى، إنك لك عندنا حسنات، وإنه لا ظُلمَ عليك اليوم، فتُخرَجُ له بطاقةٌ فيها: أشهدُ أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا عبدُه ورسولُه». قال: «فيقول: يا ربِّ! ما هذه البِطاقة مع هذه السِّجِلاَّت؟ فيقول: إنك لا تُظلَم، فتُوضعُ السِّجِلاَّتُ في كِفَّة والبطاقةُ في كِفَّة، فطاشَت السِّجِلاَّتُ وثقُلَت البطاقة». فلا إله إلا الله .. ما أعظمَها من كلمةٍ جليلة! فهي أطيَبُ الكلام، وأفضلُ الأعمال، وأعلى شُعب الإيمان، وأثقلُ شيءٍ في الميزان، وهي خيرُ ما يُعدُّ للقاءِ الله - جلَّ جلالُه -، فلذا أوصَى الأنبياءُ بها عند موتهم، (وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [البقرة: 132]. ومن كان آخرُ كلامه من الدنيا: لا إله إلا الله، دخل الجنة. وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة