U3F1ZWV6ZTM1NTgxMTY5NjA2OTA3X0ZyZWUyMjQ0NzY3ODUyMjQwMg==

خطبة عرفة مكة الكرمة 9 ذي الحجة 1443

خطبة عرفة من مكة المكرمة 9 ذي الحجة 1443

ألقى فضيلة الشيخ / محمد العيسي من منبر عرفة بمكة المكرمة 9 ذي الحجة 1443 خطبة بعنوان وصايا هامه بيوم عرفة أكتب ما تحدث فيها ..

صورة الشخ محمد العيسي وهو في المنبر

عنوان الخطبة وصايا هامة بيوم عرفة 

الخطبة :

الحمد لله العليم الخبير، (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ)[الشُّورَى: 11]، (وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الْأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ)[الْأَنْعَامِ: 3]، (وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ)[الْأَنْعَامِ: 59]، وأشهد ألَّا إلهَ إلَّا اللهُ، يعلم السر وأخفى، لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء، (إِنَّمَا إِلَهُكُمُ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا)[طه: 98]، وأشهد أنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه، وصفَه اللهُ بقوله: (وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا)[النِّسَاءِ: 113]، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه، وسلَّم تسليمًا كثيرًا. 

أما بعدُ، فيا حجاجَ بيتِ اللهِ، ويا أيها المسلمون في كل مكان: اتقوا الله -تعالى- تنالوا الفوز والنجاة والسعادة دُنيا وآخرةً، قال الله -تعالى-: (وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ خَيْرٌ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ)[الْبَقَرَةِ: 103]، وقال تعالى: (وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ)[الْبَقَرَةِ: 194]، وقال: (وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)[الْبَقَرَةِ: 231]، وكيف لا نتقي الله، ولا نُفرِده بالعبادة وهو النافع الضار، قال الله -جل وعلا-: (وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ)[يُونُسَ: 107]، وقال رابطًا بين التقوى والتعلُّم: (وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)[الْبَقَرَةِ: 282]، وإن من تقوى الله أن نكون مستجيبين لِمَا دعَا إليه من التوحيد بإفراده بالعبادة، وعدم صرف شيء من العبادات لغيره -جل وعلا-؛ كائنًا مَنْ كان؛ (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ)[الْبَقَرَةِ: 21-22]، وهذه هي دعوة جميع الأنبياء، كما قال إبراهيم -عليه السلام- لقومه: (اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ)[الْعَنْكَبُوتِ: 16]. 

ولقد أنزل الله الكتب، وبعث الله الأنبياء والرُّسُل مُعلِّمينَ لأممهم، داعينَ إلى التوحيد وإفراد الله بالعبادة، فكان كل نبي من الأنبياء يقول لقومه: (يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ)[الْأَعْرَافِ: 65]، فكان من المتقرَّر أن هذا التوحيد بإفراد الله بالعبادة هو معنى شهادة ألَّا إلهَ إلَّا اللهُ، قال الله -عز وجل-: (وَقَالَ اللَّهُ لَا تَتَّخِذُوا إِلَهَيْنِ اثْنَيْنِ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ * وَلَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَهُ الدِّينُ وَاصِبًا أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَتَّقُونَ * وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ * ثُمَّ إِذَا كَشَفَ الضُّرَّ عَنْكُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْكُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ * لِيَكْفُرُوا بِمَا آتَيْنَاهُمْ فَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ)[النَّحْلِ: 51-55]؛ فكانت شهادة التوحيد لله مع شهادة الرسالة لمحمد -صلى الله عليه وسلم- هي سبب تحصيل رضا الله، وسبب النجاة يوم المعاد، ومن مدلول شهادة الرسالة تصديق محمد -صلى الله عليه وسلم- في أخباره وطاعته في أوامره، وعبادة الله بما جاء به كما قال سبحانه: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا * وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا)[الْأَحْزَابِ: 45-46].

وكانت الشهادتان أول أركان الإسلام كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "بُنِيَ الإسلامُ على خمس: شهادة ألَّا إلهَ إلَّا اللهُ، وأن محمدًا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحجّ البيت لمن استطاع إليه سبيلًا، وكان الركن الثاني إقامة الصلاة، قال الله -تعالى-: (وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ)[الْعَنْكَبُوتِ: 45]، والزكاة قرينة الصلاة في كتاب الله، وهي الركن الثالث وتكون بإعطاء الغني جزءًا من ماله لمصارف الزكاة، مما يظهر شيئًا من محاسن الدين في التكافل الاجتماعيّ والمساهمة في المنافع العامَّة، ومن الأركان صيام شهر رمضان، وحج بيت الله الحرام؛ قال الله -تعالى-: (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ)[آلِ عِمْرَانَ: 97]، وقد تفضل الله عليكم أيها الحجاج بتيسير السبل لأداء هذه الفريضة فكونوا فيها متبعين لهدي نبيكم -صلى الله عليه وسلم-؛ فقد قال: "لتأخذوا عني مناسككم"، وقال الله -تعالى-: (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ)[الْبَقَرَةِ: 197]، كما بيَّن النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- مراتبَ الدين الأخرى؛ فالإحسان أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنَّه يراك، وأركان الإيمان: أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخِر، والقَدَر؛ خيرِه وشرِّه. 

فيا حجاج بيت الله، ويا أيها المسلمون في كل مكان: أوصيكم ونفسي بتقوى الله -تعالى- فإنَّها خير الزاد، كما أوصيكم ونفسي بالمسارعة بفعل الخير، يقول الله -جل وعلا-: (وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ)[آلِ عِمْرَانَ: 133]، ويقول سبحانه: (وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)[الْحَجِّ: 77]، واعلموا -عباد الله- أن من المسارعة في الخير الحرص على امتثال قِيَم الإسلام التي صاغت سلوكَ المسلم فهذَّبَتْه خيرَ تهذيب، وكان بها نبيُّنا الكريم -صلى الله عليه وسلم- على ما وصفه ربُّه -جل وعلا-: (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ)[الْقَلَمِ: 4]، وهو -عليه الصلاة والسلام- القائل: "إنَّ مِنْ أحبِّكم إليَّ، وأقربِكم مني مجلسًا يومَ القيامة أحاسنكم أخلاقًا"، وحُسْن الخلق في الوصف العامّ قيمة مشتركة بين الناس كافَّة، يُقدِّرها المسلم وغير المسلم؛ إذ هي سلوك رشيد في القول والعمل، يقول الله -تعالى-: (وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا)[الْبَقَرَةِ: 83]، ويقول: (وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ)[فُصِّلَتْ: 34]. 

وفي مواجَهة الجهلِ والسَّفَهِ، يقول الله -جل وعلا-: (خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ)[الْأَعْرَافِ: 199]، كما قال سبحانه: (فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ)[الرُّومِ: 60]، والمعنى: احذر أن يأخذوك إلى سجال المهاترة وتبعاتها، والمسلم -بِراسِخِ قِيَمِه- لا يلتفت لجاهل، ولا لمغرض، ولا لعائق، مستصحِبًا قولَ اللهِ -تعالى-: (وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ)[الْقَصَصِ: 55]، كما يعلم المسلم أن منازَلة أولئك تُسهِم في إعلاء ذكرهم، ونجاح مشروعهم، وهو ما يسعدون به، بل إن الكثير منهم يعول عليه، غير أخطار التدليس يتم كشفها مثلما يتم التصدي للإساءة البينة، وكل ذلك يساق بحكمة الإسلام. 

حجاج بيت الله، أيها المسلمون: إنَّ مِنْ قِيَم الإسلام البُعْد عن كل ما يؤدِّي إلى التنافر والبغضاء والفُرقة، وأن يسود تعاملاتنا التواد والتراحم، وهذه القيمة محسوبة في طليعة الاعتصام بحبل الله؛ حيث يقول الله -جل وعلا-: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا)[آلِ عِمْرَانَ: 103]، والوحدة والأُخُوَّة والتعاون تُمثِّل السياجَ الآمنَ في حفظ كيان الأمة وتماسكها، وفي حسن التعامُل مع الآخَرين، أيًّا كانوا، وهو ما يشهد على أن الإسلام روح جامعة، يشمل بخيره الإنسانيَّة جمعاء، ونبيه الكريم -صلى الله عليه وسلم- هو القائل: "خير الناس أنفعهم للناس"؛ لذا سمَا التشريعُ الإسلاميُّ بإنسانيته التي لا تزدوج معاييرها، ولا تتبدَّل معاييرها، فأحبَّ الخيرَ للجميع، وألَّف قلوبَهم، ومن تلك القِيَم انتشَر نورُ الإسلام، فبلَغ العالمينَ في أرجاء المعمورة؛ حيث تتابَع على تبليغ هذا الخير (رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ)[الْأَحْزَابِ: 23]، فأثمَر هذا الهديُ الرشيدُ أتباعًا مهديينَ سلكوا جادَّةَ الإسلام، كما كان لأهل العلم الراسخين أثرٌ مبارَكٌ في الاطلاع بمسؤولية البيان، ومن ذلك التصدي للمفاهيم الخاطئة والمغلوطة عن الإسلام. 

حجاج بيت الله الحرام: إن من مواطن إجابة الدعاء موقفكم هذا، فقد وقف النبي -صلى الله عليه وسلم- بعرفة يدعو الله ويذكره، بعد أن خطب خطبة عرفة، وَصَلَّى الظهر والعصر جمعًا وقصرًا بركعتين، وأذان وإقامتين، واستمر في وقوفه إلى غروب الشمس، ثم ذهب إلى مزدلفة يسير بهدوء وطمأنينة، ويوصي أصحابه بالسَّكِينة والوقار، وَصَلَّى في مزدلفة المغرب ثلاثًا، والعشاء ركعتين، وبات هناك، وَصَلَّى الفجرَ بها، وجلس للذِّكر حتى أسفَر جِدًّا، ثم ذهب إلى منى فرمى جمرة العقبة بسبع حصيات، ثم ذبح هديه، -صلى الله عليه وسلم-، وحلَق فتحلَّل التحللَ الأول، ثم ذهَب لمكة فطاف وعاد لمنى، فبات بها لياليَ أيام التشريق، وكان في منى يُكثِر -صلى الله عليه وسلم- مِنْ ذِكْر الله، ويرمي يوميًّا الجمرات، فرمى الصغرى بسبع، ثم الوسطى بسبع، ويدعو الله بعدهما، ثم يرمي جمرة العقبة بسبع، ورخص لأهل الأعذار في ترك المبيت بمنى، وبقي -صلى الله عليه وسلم- إلى اليوم الثالث عشر، وأجاز التعجل في اليوم الثاني عشر، وبعد فراغه من الأنساك طاف للوداع قبل سفره. 

فيا أيها المسلمون: اغتنموا فرصة هذا الموسم العظيم؛ يوم عرفة، الذي نزل فيه قوله -تعالى-: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا)[الْمَائِدَةِ: 3]، والذي قال فيه النبي -صلى الله عليه وسلم-: "ما مِنْ يومٍ أكثرَ مِنْ أن يُعتِق اللهُ فيه عبدًا من النار من يوم عرفة، وإن الله ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة؛ فأكثِروا من الدعاء، فإن الله قد وعدَكم بإجابة دعواتكم، قال الله -تعالى-: (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ)[غَافِرٍ: 60]، (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ)[الْبَقَرَةِ: 186]. 

اللهم تقبل من الحجيج مناسكهم، واستجب دعواتهم، ويسر أمورهم، واغفر ذنوبهم، وأعدهم لبلدانهم سالمين غانمين، قد ارتفعت درجاتهم، وعلت منازلهم؛ (وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)[الْبَقَرَةِ: 201]، اللهم أصلح أحوال المسلمين، وألف ذات بينهم، وانشر العلم والخير فيهم، وأصلح ذراريهم، وبارك لهم في أرزاقهم، وأدخلهم الجنة، اللهم وفق وأعن وسدد خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان، واجزهم وحكومتهم خير الجزاء، على ما قدَّمَا، وما يقدمانِ للإسلام والمسلمين، والإنسانيَّة جمعاء، وكن معهم مؤيدًا ونصيرًا، وَصَلَّى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة