U3F1ZWV6ZTM1NTgxMTY5NjA2OTA3X0ZyZWUyMjQ0NzY3ODUyMjQwMg==

خطبة الجمعة من المسجد النبوي 23 ذي الحجة 1443

خطبة الجمعة من المسجد النبوي 23 ذي الحجة 1443

ألقى فضيلة الشيخ / حسين عبدالعزيز آل الشيخ من منبر المسجد النبوي الشريف بالمدينة المنورة 23 ذي الحجة 1443 خطبة نعنوان الإستقامة سبيل السلامة تحدث فيها ..

صورة الشيخ حسين آل الشيخ

عنوان الخطبة الإستقامة سبيل السلامة


الخطبة الأولى: 

الحمد لله العلي الأعلى، وأشهد ألَّا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له في الآخرة والأولى، وأشهد أن نبينا محمدًا عبده ورسوله النبي المصطفى، اللهم صلِّ وسلِّم وبارِكْ عليه وعلى آله وأصحابه الأتقياء. 

أمَّا بعدُ، فيا أيها المسلمون: إن الغاية العظمى من العبادات كلها تعظيم الخالق -سبحانه-، وكمال التذلل له -عز شأنه- وتحقيق غاية الحب له -سبحانه- وبحمده، ليكون العبد في غاية التوحيد الكامل لربه، مجسدا في حياته قول ربه -جل وعلا-: (قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ)[الْأَنْعَامِ: 162-163]. 

إنَّ عبادة المسلم لربه يجب أن تكون دائمة لا تنقطع ولا تزول، إلا بموت العبد ومفارَقته هذه الحياة؛ (وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ)[الْحِجْرِ: 99]. 

إن فريضة الله على عباده في هذه الحياة أن يستقيموا على عبادة الله -جل وعلا-، وأن يلزموا طريقَ الرشاد والهدى، وأن ينأوا بأنفسهم عن سُبُل الشيطان ومواقع الردى، فاجعل شعارك -أيها المسلمُ- قولَه -جل وعلا-: (فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ)[هُودٍ: 112]، واجعل نصب عينيك وصية رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "قل: آمنت بالله ثم استقم". 

أيها المسلمُ: اجعل من أداء الفرائض باعثًا إلى المزيد من الخيرات، وفعل الصالحات، وحاجزًا منيعًا وسدًّا مُحكَمًا، من الوقوع في المعاصي والسيئات، يقول ربنا -جل وعلا-: (لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ)[الْحَجِّ: 37]، فكن لربك في حياتك كلها متقِيًا طائعًا منيبًا، فمن أراد السعادة الأبدية والفوز الأتم والفلاح الأكمل فليستقم على تقوى الله -جل وعلا-، وليلزم نفسه بذلك؛ سرًّا وجهرًا، في أحواله كلها، يقول ربنا -سبحانه-: (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ)* أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)[الْأَحْقَافِ: 13-14]، فجاهِدْ نفسَكَ عبدَ الله، واسأل اللهَ الثباتَ على الطاعة والهدى، واستعن بالله -تبارك وتعالى-، وأخلِصْ النيَّة بعزيمة راسخة على التزام شرائع الإسلام، واستحضار الخوف من الله -جل وعلا-، وتذكر حال هذه الدنيا وأن الآخرة خير وأبقى، رَبِّ نَفسَكَ على الفضائل والأعمال الصالحة، والبُعْد عن أسباب سخط الله -جل وعلا-؛ (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا)[الْعَنْكَبُوتِ: 69]، وتذكَّرْ بقلبِكَ وجوارحِكَ الوصيةَ العظيمةَ لنبي الْهُدَى -صلى الله عليه وسلم- حين قال: "كل أمتي يدخلون الجنة، إلا مَنْ أَبَى. قيل: يا رسول الله، ومَنْ يأبى؟ قال: مَنْ أطاعني دخَل الجنةَ، ومَنْ عصاني فقد أبى"(رواه البخاري)، فتمسَّكوا بدِينِكم تُفلِحوا، والتزموا طاعةَ ربكم تَسعَدُوا؛ (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ)[الْمُؤْمِنَونَ: 1]. 

بارَك اللهُ لنا في الوحيين، ورزقنا الْهُدَى والتوفيق والسداد. 

الخطبة الثانية: 

الحمد لله وحده، وأشهد ألَّا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له تعظيمًا لشأنه، وأشهد أن نبينا محمدًا عبده ورسوله، اللهم صلِّ وسلِّم وبارِكْ عليه وعلى آله وصحبه. 

عبادَ اللهِ: إنَّ الإنسان في هذه الحياة يتطلب أن يفوز بكل مطلوب ومرغوب، وأن ينجو من كل كرب ومرهوب، فحينئذ عليه الالتزام بوصية خالقه العظيم، يتحقق له ذلك؛ (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)[آلِ عِمْرَانَ: 200]، والرباط اسم شامل للمداوَمة على الخيرات، والاستقامة على الطاعات والمسارَعة إلى الصالحات؛ فَاحْبِسْ نفسَكَ -يا عبدَ اللهِ- على طاعة الله -جل وعلا-، والانكفاف عن زواجره، والاحتساب لأقداره في خَلقِه؛ (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)[الْحَجِّ: 77]. ثم أختتم فضيلته تلك الخطبة بالصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم الدعاء ..

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة