U3F1ZWV6ZTM1NTgxMTY5NjA2OTA3X0ZyZWUyMjQ0NzY3ODUyMjQwMg==

خطبة الجمعة الثانية من شهر ذي الحجة 1443

خطبة الجمعة الثانية من شهر ذي الحجة 1443


خطبة الجمعة الثانية من شهر ذي الحجة

عنوان الخطبة قصة الذبيح إسماعيل عليه السلام  

الخطبة الأولى: 

الحمد لله الذي هدانا وأكرمَنا وأعزَّنا بالإسلام، وجعلنا خير أمة أُخرجت للأنام، فأحلَّ الحلالَ وحرَّم الحرامَ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ؛ ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ [آلِ عِمْرَانَ:102]، ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾ [النِّسَاءِ:1]،أَمَّا بَعْدُ: فَإِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ تَعَالَى، وَخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَشَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، وَكُلَّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ.

أيها المؤمنون عباد الله:ـ تعالوا لنسمع دقائق مع قصة الذبيح . سار الخليل إبراهيم -عليه السلام- بزوجه هاجر وابنهُ الرضيع إسماعيل من بلاد الشام، حتى وصل بهما إلى الأرض المباركة إلى جبال فاران بمكة، ووضعهما في ذلك الوادي الموحش، وتركهما هناك. تتعلق هاجر بثيابه وهو يهم بالرجوع، وتقول له: "يا إبراهيم أين تذهب وتدعنا ليس معنا ما يكفينا؟" فلم يجبها الخليل ابراهيم عليه السلام ؛ لأنه لا يعلم إلا أن الله أمره بوضعهما في ذلك الوادي المقفر, ولا بد من الطاعة والامتثال لله، قالت هاجر: "آلله أمرك بهذا؟ قال: نعم، قالت: فاذهب فإن الله لن يضيعنا" إيمان عميق، وثقة بالله عجيبة. امرأة وطفل رضيع في مكان ليس به أنيس، ومع ذلك تذعن لأمر لله، وتثق بوعد لله ورحمته، وما هي إلا سويعات تمضي قبل أن ينفذ الماء من السقاء، ويتلوى إسماعيل الصغير من العطش. ولم يكن أمام تلك المرأة الضعيفة، من حل سوى أن تقوم باستطلاع المكان، فتصعد جبل الصفا لتنظر هل في الأفق من أحد، وهي تدعو وتستغيث بالله -تعالى-، ولم تر أحدا، تنزل من الصفا إلى الوادي الذي بينه وبين المروة، حتى إذا بلغت بطن الوادي رفعت درعها، ثم سعت سعي الإنسان المجهود، وكأنها تُريد أن تسابق الزمن لترقى إلى المروة، فلما وصلت أعلى ذلك الجبل نظرت، فإذا بها لا ترى أحدا من تلك الجهة، فتنزل مرة أخرى إلى الصفا، فعلت ذلك سبع مرات، تصعد الصفا وتنظر وتدعو وتنزل ثم تصعد المروة وتدعو ثم تنزل.

معشر المسلمين :ـ قطعت هاجر الأمل من الخلق ولم يبق أملها ورجاؤها إلا في الخالق الذي توجهت إليه بالدعاء، فإذا هي بالملك عند قدم الرضيع, وقد بحث بعقبه حتى ظهر الماء المبارك، فأخذت تزم الماء وتحيطه بحوض من الرمل، وتملأ سقاءها، قال النبي - صلى الله عليه وسلم-: "إن جبريل لما ركض زمزم بعقبه جعلت أم إسماعيل تجمع البطحاء، ثم قال: رحم الله هاجر لو تركتها كانت عينا معينا". عباد الله كان إبراهيم -عليه السلام- قد دعا الله ـ سبحانه - قائلا: (رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ الصَّلاَةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ) [إبراهيم: 37]، فأتى الله بقبيلة من اليمن فحلوا في ذلك الوادي، فأنست بهم هاجر وابنها إسماعيل، فكانت هاجر وابنها نواة لمكة المكرمة، وهذه هي عاقبة الصبر واليقين التي ينبغي أن تكون في شعور كل مسلم، وما إن ينتهي ذلك الابتلاء لإبراهيم وهاجر وابنهما - بالنجاح والفوز برضا لله تعالى- حتى يبدأ امتحان جديد أقوى من الأول، فلم يكد إسماعيل يشب ويبلغ مبلغ الرجال حتى يأتي الأمر لإبراهيم بذبحه، ولنا أن نتصور فرحة إبراهيم بابنه الوحيد المفرد المهاجر المقطوع من أهله وقرابته ! ثم نظر الخليل إبراهيم -عليه السلام إلى الموقف العظيم الكريم الفريد في حياة قال تعالى: (فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ) [الصافات: 102].سبحان الله! ما هذا الإيمان بالله وما هذه الطاعة وما هذا التسليم؟ هذا إبراهيم الشيخ الكبير، المقطوع من الأهل والقرابة، المهاجر من الأرض والوطن، ها هو ذا يرزق في كبره وهرمه بغلام، طالما تطلع إليه، فلما جاءه جاء غلاماً حليمًا عليمًا. وها هو ذا ما يكاد يأنس به، ويبلغ معه السعي، حتى يرى في منامه أنه يذبحه، ورؤيا الأنبياء حق، فهو الأمر من ربه بالتضحية، فماذا؟ إما طاعة الله، وإما محبة الولد.

عباد الله:ــ  إبراهيم -عليه السلام لا يتردد، ولا يخالجه إلا شعور الطاعة، ولا يخطر له إلا خاطر التسليم، إن الأمر جاء مناما، وهذا يكفي، هذا يكفي ليلبي ويستجيب، ودون أن يعترض، ودون أن يسأل ربه، لماذا يا رب أذبح ابني الوحيد؟! كلا إنما هو القبول والرضى والطمأنينة والهدوء: (قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى) [الصافات: 102].  يتلقى الخليل إبراهيم -عليه السلام هذا الأمر ، ويُعرض على ابنه هذا العرض؛ ويطلب إليه أن يتروى في أمره، وأن يرى فيه رأيه!  فليكن ما يريد. فماذا يكون من أمر الغلام اسماعيل، الذي يُعرض عليه الذبح، تصديقاً لرؤيا رآها والدهُ ابراهيم عليه السلام؟ إنه يرتقي إلى المنزلة التي ارتقى إليها والده : (قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ) [الصافات: 102]، إنه يتلقى الأمر في طاعة واستسلام ورضى ويقين، أرجع الفضل كله لله إذا هو أعانه على ما يطلب إليه، وأصبرهُ على ما يريد به. ويخطوان إلى التنفيذ، فيقتاد إبراهيم ابنه إسماعيل إلى منى لينفذ حكم الله -تعالى- غضبا إبليس من هذه الطاعة والاستسلام لأمر الله، وهو الذي أمر بسجدة واحدة فعصى. فيقرر الشيطان أن يعترض إبراهيم، ويصدهُ عن أمر الله، فعندما وصل إبراهيم إلى جمرة العقبة، أعترضهُ الشيطان، فرماه بسبع حصيات حتى ذهب، ثم أعترضهُ مره أخرى عند الجمرة الوسطى، ثم الصغرى، وفي كل ذلك وإبراهيم  عليه السلام يرجمه حتى ذهب: (فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ) [الصافات: 103]. يمضي إبراهيم فيكبُ ابنهُ على جبينه استعداداً، والغلام أسماعيل يستسلم، وهنا كان إبراهيم وإسماعيل قد أديا، وأسلما، وحققا الأمر والتكليف، ولم يكن باقياً إلا أن يُذبح إسماعيل، ويسيل دمه، وتزهق روحه. كان الابتلاء قد تم، والامتحان قد وقع، ونتائجه قد ظهرت، وغاياته قد تحققت، ولم يعد إلا الألم البدني، وإلا الدم المسفوح، والجسد الذبيح، والله لا يريد أن يعذب عباده بالابتلاء، ولا يريد دماءهم وأجسادهم في شيء، ومتى أخلصوا له واستعدوا للأداء، وعلم الله ذلك منهم فقد أدوا وحققوا التكليف، وجازوا الامتحان بنجاح: (مَّا يَفْعَلُ اللّهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَآمَنتُمْ وَكَانَ اللّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا) [النساء: 147]. أخوة الإسلام: عرف الله من إبراهيم وإسماعيل صدقهما، فاعتبرهما قد امتثلا للأمر وصدقا: (وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ * قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاء الْمُبِينُ * وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ) [الصافات: 104 - 107]، قد صدقت الرؤيا وحققتها فعلاً، ومضت بذلك سنة النحر في الأضحى، ذكرى لهذا الحادث العظيم الذي يجسد حقيقة الإيمان، وجمال الطاعة، وعظمة التسليم، وتمر الأيام ويأتي إبراهيم إلى ابنه فيقول له: "يا بني إن الله -تعالى- أمرني أن أرفع قواعد بيته الذي كان في هذا الوادي؟ (وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَن لَّا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ) [الحج: 26]. فللتوحيد أقيمت بيت الحرام منذ أول لحظة، عرَّف الله مكانه لإبراهيم -عليه السلام-، وملكهُ أمره ليقيمهُ على هذا الأساس: (أَن لَّا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا)، فهو بيت الله وحده دون سواه، وليطهرهُ للطائفين والقائمين والركع السجود من الحجيج، والقائمين فيه للصلاة, قال الله عز وجل : (وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا) [البقرة: 127]. وكأننا نتخيل نبيين كريمين وهما يبنيان البيت ويدعوان الله، ونكاد نسمع صوتيهما يبتهلان: (رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ * رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَآ إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ * رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ) [البقرة: 127 - 129]. إنه أدب النبوة، وإيمان النبوة، وشعور النبوة، بقيمة العقيدة في هذا الوجود . إن طلب القبول هو غايتنا من العمل، فلا يجوز العمل إلا خالصا لله، متجها به في قنوت وخشوع إلى الله، رجاء الرضى والقبول ،إنه طلب العون من الله في الهداية إلى الإسلام، وأن الهدى هدى الله، وأنه لا حول ولا قوة ولا فلاح إلا بالله. شعور إبراهيم وإسماعيل -عليهما السلام- بقيمة النعمة التي أسبغها الله عليهما نعمة الإيمان، تدفعهما إلى الحرص عليها في عقبهما، وإلى دعاء الله ربهما ألا يحرم ذريتهما، لقد دعوا الله ربهما أن يرزق ذريتهما من الثمرات ولم ينسيا أن يدعواه ليرزقهم من الإيمان؛ وأن يريهم جميعا مناسكهم، ويبين لهم عباداتهم، وأن يتوب عليهم، بما أنه هو التواب الرحيم: قال الله عز وجل (رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ) [البقرة: 129]. وكانت الاستجابة يا عباد الله لدعوة إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام هي بعثة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم بعد قرون من ذرية إبراهيم وإسماعيل: يتلو عليهم آيات الله، ويعلمهم الكتاب والحكمة، ويطهرهم من الأرجاس والأدناس. إن الدعوة المخلصة تستجاب، ولكنها تتحقق في أوانها الذي يقدرهُ الله بحكمته، قال المفسرون: "لما فرغ إبراهيم وإسماعيل من بنيان البيت أمره الله أن ينادي فقال: (وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ) [الحج: 27]، فصعد على جبل أبي قبيس فنادى: "يا أيها الناس إن الله يأمركم أن تحجوا بيته، قال: فوقرت في قلب كل مؤمن, فأجابه كل من سمعه من جبل أو شجر أو دابة: لبيك لبيك, فأجابوه بالتلبية: لبيك اللهم لبيك, لبيك لا شريك لك لبيك، وأتاه من أتاه". اللهم ارحمنا رحمة تهدي بها قلوبنا وتغفر بها ذنوبنا، قلت ما سمعتم ، وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم 

الخطبة الثانية:

الحمد لله الذي له ما في السماوات وما في الأرض، وله الحمد في الآخرة، وهو الحكيم الخبير، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الرحيم الغفور، وأشهد أن نبينا محمدا عبده . أما بعد أيها المسلمون :ـ وبقيت بيت الله الحرام مهوىً للأفئدة، ومقصدا للناس منذ أن نادى الخليل -عليه السلام-، وإلى يومنا هذا. ثم استجاب الله للخليل وابنه اسماعيل -عليهما السلام-، وأرسل من أهل البيت المبارك محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم ، رحمك الله أيها الخليل ابراهيم عليه السلام , وجزاك عنا خير الجزاء, ورفع منزلتك في النبيين، فما زلنا ننعم ببركة دعوتك، قال عمر - رضي الله عنه- وهو يقبل الحجر الأسود: "والله إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ولولا أني رأيت رسول الله يقبلك ما قبلتك".

أيها المؤمنون عباد الله : أعلموا أن الأضحية سنة مؤكدة يتقرب بها العبد الى مولاه، فلا تتركوها  ما استطعتم فخلصوا النية ولتكن ذبيحتكم لله، والمجزي من الأضاحي ما كان من بهيمة الانعام وهي الأبل والبقر والضأن والماعز ذكراً او أنثى، والأبل ما بلغ خمس سنين ودخل في السادسة وفي البقر مابلغ السنتين ودخل في الثالثة، وفي الغنم ما بلغ سنة ودخل في الثانية، وفي الكسب ما بلغ ستة أشهر فما فوق، قال رسول الله صلى الله علية وسلم (أربع لا تجوز في الأضاحي ،العوراء البين عورها، والمريضة البين مرضها، والعجفاء التي لا تنقي) ومعنى العجفاء أي الهزيلة التي لا مخ فيها ، ومن السنة أن توزع الأضحية ثلاثة أثلاث : ثلث يأكله المضحي واهل بيتة، وثلث يهديه، وثلث يتصدق به على الفقراء والمساكين.

عباد الله اعتنموا الفرصة، بالتوبة والدعاء والتضرع والخشوع والخضوع لله وسؤاله ، وتذكروا بأنكم على الطريق الذي سار عليه الخليلان إبراهيم ومحمد -عليهما الصلاة والسلام-، فلا يكن ذلك التتبع والتشبه بهما في المكان والزمان فقط، ولكن اجعلوهما قدوتكم في الصدق والوفاء والصبر والعمل والخلق ... 

هذا وصلوا وسلموا على من أمرَكم الله بالصلاة والسلام عليه فقال - عزَّ مِن قائِلٍ:﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56]، وقال صلى الله عليه وسلم : «مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً وَاحِدَةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ عَشْرَ صَلَوَاتٍ، وَحُطَّتْ عَنْهُ عَشْرُ خَطِيئَاتٍ، وَرُفِعَتْ لَهُ عَشْرُ دَرَجَاتٍ» (رواه النسائي وصححه الألباني)  اللهم صَلِّ وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد وعلى آله، .  اللهُمَّ ارضَ عن الخلفاء الراشدين، أبي بكر وعمر وعثمان وعلِيّ، وعن سائر الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بعفوك وكرمك وجودك يا أرحم الراحمين.

ــ اللهم أعز الإسلام والمسلمين، واذل الكفرة والملحدين .

ــ اللهم ادفع عنا الغلاء والوبأ ،والربا والزنا، والزلازل والمحن، وسوء الفتن، ما ظهر منها وما بطن 

ــ اللهم إنا نعوذ بك من جهد البلاء، ومن درك الشقاء، وسوء القضاء وشماتة الأعداء .

ــ اللهمَّ إنا نسأَلُكَ رِضَاكَ والْجَنَّةَ، ونعوذُ بكَ مِن سَخَطِكَ والنارِ. ــ اللهم اشف مرضانا، وعاف مبتلانا، وارحم موتانا .

ــ اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من الهالكين ، اللهم سقيا رحمه لا سقيا عذاب .

ــ اللَّهُمّ اغفر لنا ولوالدينا ، وللْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ، وَالْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ ، الْأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالْأَمْوَاتِ  

(رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) [البقرة: 201]. عباد الله  (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾ النحل:(90) فاذكروا اللهَ يذكُركم، واشكُروه على نعمِه يزِدكم، ولذِكرُ الله أكبر، واللهُ يعلمُ ما تصنَعون .

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة