خطبة عيد الأضحى من الحرم المكي 1444/12/10 هـ

نبذة مختصرة من حياة أحد الخلفاء الراشدين/ عثمان بن عفان رضي الله عنه ؟

عثمان بن عفان رضي الله عنه : هو عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب، حيث يلتقي مع النبي عليه الصلاة والسلام عند جده عبد مناف، وأمه هي أروى بنت كريز، وهي ابنة عمة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- البيضاء بنت عبد المطلب.ولد عثمان بن عفان بعد عام الفيل بست سنوات، في دار جده أبي العاص في مكة المكرمة، ونشأ في مدينة الطائف والتي تعتبر منتجعاً لأثرياء مكة لكثرة مائها وتنوع فاكهتها.

عثمان بن عفان رضي الله عنه 

ولادة عثمان بن عفان ونشأته:

ولد عثمان بن عفان في الطائف وقيل في مكة سنة 576 م بعد عام الفيل بست سنين، وأبوه عفان ابن عم أبي سفيان بن حرب، أنجبته أمه أروى بنت كريز وأنجبت كذلك شقيقته آمنة بنت عفان، وبعد وفاة والده ، تزوجت أمه من عقبة بن أبي معيط الأموي القرشي وأنجبت منه ثلاثة أبناء وبنت، هم الوليد بن عقبة وخالد بن عقبة وعمارة بن عقبة وأم كلثوم بنت عقبة فهم إخوة عثمان لأمه. وقد أسلمت أم عثمان وماتت في خلافته، وكان أحد اللذين حملوها إلى قبرها، وأما أبوه فمات في الجاهلية، كان عثمان غنياً شريفاً في الجاهلية، ومن أحكم قريش عقلاً وأفضلهم رأياً، وكان محبوباً من قبلهم، كما أنه لم يشرب الخمر لا في الجاهلية ولا في الإسلام، كان عثمان رضي الله عنه على علم بمعارف العرب في الجاهلية من الأنساب والأمثال وأخبار الأيام، واهتم بالتجارة التي ورثها عن والده عفان، ونمت ثرواته، وأصبح يعد من رجالات بني أمية ، فكان كريماً جواداً وكان من كبار الأثرياء وقد نال مكانة مرموقة في قومه، ومحبة كبيرة. وقد كان يكنى في الجاهلية أبا عمرو، فلما جاء له عبد الله من رقية بنت النبي محمد، كناه المسلمون أبا عبد الله. وكان عثمان يلقب بذي النورين لزواجه من رقية ومن ثم أم كلثوم بنتي النبي محمد صلى الله عليه وسلم ،عثمان بن عفان رضي الله عنه هو ثالث الخلفاء الراشدين ، وأحد العشرة المبشرين بالجنة، ومن السابقين إلى الإسلام. جمع عثمان القران على لغة قريش أي لهجة قريش وهي لهجة العرب, ويسمى (مصحف عثمان) او المصحف الامام ،كان رسول اللَّه يثق به ويحبه ويكرمه لحيائه وأخلاقه وحسن عشرته وما كان يبذله من المال لنصرة المسلمين والذين آمنوا بالله، والده عفان بن أبي العاص من أهل الثراء، وصاحب مال كثير وتجارة واسعة، وإلى جانب الثراء فإن أسرته ذات نسب وجاه..

عائلة عثمان بن عفان :

عثمان بن عفان أسلم حينما كان في الرابعة والثلاثين من عمره، حين دعاه أبو بكر الصديق إلى الإسلام ،فكان بذلك من السابقين الأولين وقبل دخول محمد بن عبد الله دار الأرقم، حتى قال أبو إسحاق: «كان أول الناس إسلاماً بعد أبي بكر وعلي وزيد بن حارثة عثمان». فهو الرابع من أسلم من الرجال.، تزوج عثمان بن عفان رضي الله عنه بنت النبي محمد صلى الله عليه وسلم  رقية وبعد وفاة رقية تزوج أختها أم كلثوم بنت النبي صلى الله عليه وسلم ، فكنى ذا النورين لأنه تزوج اثنتين من بنات نبي الإسلام محمد عليه أفضل الصلاة والسلام .

زوجات عثمان

• رقية بنت محمد ابنة الرسول, وقد أنجبت عبد الله بن عثمان, ولكنه توفي مبكر.
• ام عمرو بنت جندب الدوسية، أنجبت منه: عمرو وخالد وأبان وعمر ومريم.
• فاطمة بنت الوليد أنجبت منه: وليد وسعيد وأم سعيد.
• ام كلثوم بنت محمد ثاني بنات الرسول, ولم تنجب لعثمان, تزوجها بعد وفاة رقية.
• فاختة بنت غزوان، تزوجها بعد وفاة ام كلثوم، أنجبت له عبد الله بن عثمان الصغير, و توفي صغير السن .
• رملة بنت شيبة أنجبت له عائشة وأم ابان وأم عمرو بنت عثمان.
• نائلة بنت الفرافصة أنجبت له: ام خالد، ام ابان الصغرى وأروى.
• ام البنين بنت عيينة بن حصن، تزوجها بعد وفاة ام كلثوم، أنجبت له عبد الملك بن عثمان، وقد مات صغيرا.

هجرة عثمان بن عفان :

هاجر عثمان بن عفان -رضي الله عنه- عفان بعد أن بدأ يشتد تضييق قريش على المؤمنين في مكة، إذن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لأصحابه بالهجرة إلى الحبشة، فكان عثمان -رضي الله عنه- في طليعة من هاجر إلى الحبشة، على رأس خمسة عشر صحابيًا وصحابية، وقد هاجر مع زوجته، فاراً بدينه من بطش قريش، وكان بذلك أول مسلم يهاجر بأهله، وكان عثمان -رضي الله عنه- من أوائل المهاجرين إلى الحبشة الهجرة الأولى، ولمّا هاجر النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى المدينة المنورة، وبلغ ذلك المهاجرين بالحبشة، رأوا ضرورة اللّحاق به إلى الأرض المباركة، فكان عثمان بن عفان -رضي الله عنه- مع من قدم إلى المدينة المنورة، وكان ذلك قبل غزوة بدر. وقد ذكرت كتب السير والتراجم أنّ عدداً من المُهاجرين إلى الحبشة رجعوا إلى مكة المكرمة، فكان أذى قريش عليهم أكبر، فأذن لهم النبي -صلى الله عليه وسلم- بالهجرة إلى الحبشة هجرةً ثانية، وكان عثمان -رضي الله عنه- من المُهاجرين أيضاً، فقد ثبت في صحيح البخاري، أنّ عثمان بن عفان قال: (هاجَرْتَ الهِجْرَتَيْنِ الأُولَيَيْنِ).

أستشهاد عثمان بن عفان:

مات الخليفة عثمان بن عفان في اليوم السابع عشر في شهر ذي الحجة وذلك في عام 35 هـ، أما عن كيف مات عثمان بن عفان فكان صائماً على الرغم منه أنه كان في حصار شديد هو وعائلته وظل صائم حتى اليوم التالي، فهو كان غير قادراً من الحصول على ماء لكي يشربه ويتخلص من الظمأ. بعد أن قتل عثمان بن عفان رضي الله عنه قام أهل بيته بتفتيش خزانته وبعد ذلك وجدوا صندوق به وصية مكتوب فيها ” هذه وصية عثمان، بسم الله الرحمن الرحيم، عثمان بن عفان يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله، وأن الجنة حق، وأن النار حق، وأن الله يبعث من في القبور ليوم لا ريب فيه، إن الله لا يخلف الميعاد، عليها نحيا، وعليها نموت، وعليها نبعث إن شاء الله تعالى”.